هاكر شهير من مشجعي ريال مدريد يتولى تطوير... - تليجراف الخليج

كشفت لجنة الحكام في الاتحاد الإسباني لكرة القدم عن تشكيلها الجديد الذي يتضمن شخصيات بارزة في عالم التحكيم والتقنية، أبرزهم خبير الأمن السيبراني الإسباني شيما ألونسو، والذي تم تعيينه مستشارًا للابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في اللجنة. ويأتي هذا التعيين ضمن خطة تطوير شاملة أطلقها الاتحاد من أجل إصلاح نظام التحكيم، وتحقيق مستويات عالية من الشفافية والحياد.

وقد أثار ظهور ألونسو، المعروف بتشجيعه الشديد لنادي ريال مدريد، جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، نظرًا لحساسية منصبه في منظومة يُفترض أن تكون محايدة تمامًا. إلا أن مهامه التقنية لا تتداخل بشكل مباشر مع قرارات التحكيم، مما يخفف من حدة الانتقادات.

خبرات الفريق الجديد في التحكيم والإدارة

ضم التشكيل الجديد للجنة عددًا من الأسماء المتميزة في مجال التحكيم، حيث تترأس مارتا فرياس أسيدو قسم العلاقات الدولية، وهي حكم دولية سابقة ذات خبرة تجاوزت عقدين من الزمن. كما تم تعيين ديفيد فرنانديز بوربالان كمدير فني، وهو حكم دولي سابق معروف بخبرته في الليجا، بالإضافة إلى إدواردو برييتو إجليسياس المسؤول عن ملف تقنية الفيديو (VAR)، لما يملكه من خبرة واسعة في هذا المجال منذ انطلاق التقنية في 2018.

وتتولى يولاندا بارجا مسؤولية التحكيم النسائي، وتمتلك سجلًا غنيًا في المحافل الدولية. أما ألفارو سيد براجادو فهو حكم مخضرم في كرة القدم الشاطئية والصالات، ويمثل جانبًا من التنوع الذي يسعى الاتحاد لتحقيقه في اللجنة الجديدة.

شيما ألونسو: من هاكر إلى قائد تقني في كرة القدم

يُعد تعيين شيما ألونسو في لجنة الحكام خطوة جريئة، نظرًا لخلفيته التقنية المعقدة. فهو دكتور في أمن المعلومات، ومهندس نظم، ويشغل منصب مستشار الأمن السيبراني في شركة "تليفونيكا" العملاقة. تخصصه في الذكاء الاصطناعي وأمن الشبكات جعله من أبرز الأسماء في هذا القطاع في إسبانيا.

ويعمل ألونسو حاليًا على إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل أداء الحكام وتحسين استخدام تقنية الفيديو (VAR)، مما يمثل نقلة نوعية في اعتماد التكنولوجيا لصالح العدالة التحكيمية.

هدف الاتحاد الإسباني: احتراف وشفافية في منظومة التحكيم

صرّح رافائيل لوزان، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، أن هذه التغييرات تأتي ضمن مشروع طويل بدأ منذ أشهر، ويهدف إلى جعل التحكيم الإسباني نموذجًا عالميًا في الشفافية والاحتراف. ودعا جميع أطراف اللعبة إلى التكاتف من أجل إنجاح هذا التحول الجذري، مؤكدًا على أهمية الاستماع لجميع وجهات النظر وتوحيد المعايير داخل المنظومة التحكيمية.

وأكد لوزان أن اختيار هذا الفريق الجديد جاء بعد تقييم دقيق لمستوى الخبرة والتنوع، مع التركيز على الاستقلالية في العمل، ودمج التقنية الحديثة كركيزة للتطوير، وخصّ بالذكر مساهمة لجنة الحكام في الاتحاد الإسباني لكرة القدم في قيادة هذا التحول.

مستقبل التحكيم الإسباني بين التقنية والتحديات

تمثل هذه المرحلة الجديدة تحديًا حقيقيًا لمنظومة التحكيم في إسبانيا، خاصة في ظل الجدل المتواصل حول قرارات تقنية الفيديو ومطالبات الجماهير بتحقيق العدالة في المباريات. ويعول الاتحاد على الخبرات التقنية والفنية لفريقه الجديد من أجل تجاوز هذه التحديات، وتقديم نموذج متكامل يستفيد من الذكاء الاصطناعي دون المساس بمبادئ الحياد.

ومن المتوقع أن تسهم مساهمة لجنة الحكام في الاتحاد الإسباني لكرة القدم في تطوير أدوات رقمية متقدمة، تدعم القرار التحكيمي وتقلل من الأخطاء المثيرة للجدل، مع الحفاظ على مبدأ العدالة بين الأندية المتنافسة، خاصة في مباريات القمة التي تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة.

بتعيين شيما ألونسو مستشارًا للذكاء الاصطناعي، تكون لجنة الحكام في الاتحاد الإسباني لكرة القدم قد خطت خطوة جريئة نحو المستقبل، رغم الجدل المحيط بميوله الكروية. المشروع الجديد يفتح آفاقًا واسعة لتطوير التحكيم من خلال التقنية، وهو ما يعزز تطلعات الاتحاد الإسباني لبناء منظومة رياضية شفافة ومتطورة.