نظرية الشاي والسكر - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: نظرية الشاي والسكر - تليجراف الخليج اليوم السبت الموافق 26 يوليو 2025 11:09 صباحاً

كتب وسام السعيد- في تفاصيل الحياة اليومية، قد تخفي أبسط الأشياء وراءها فلسفة كاملة... تمامًا ككوب الشاي.  

حين نحضّر كوبًا من الشاي، نعلم أنه يحتاج مقدارًا معينًا من السكر — ملعقة واحدة، وربما اثنتين، حسب الذوق. 

لكن إذا بالغنا ووضعنا ثلاث أو أربع ملاعق، يفقد الشاي لذّته، ويتحوّل إلى سائل لزج مُزعج لا يُشرب.  

هذه ليست مجرد ملاحظة في المطبخ، بل هي نظرية في العلاقات.

  فـ "السكر" يرمز إلى ذلك الدلال الزائد، والاهتمام المبالغ فيه، والعطاء بلا حدود. 

أما "الشاي"، فهو العلاقة بينك وبين الآخرين — سواء كانوا أصدقاء، زملاء، أقارب، أو حتى شريك حياة. 

 يقول المثل: "كل شيء إذا زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه." 

وهكذا الحال مع البشر؛ حين تُفرط في الاهتمام، تُصبح مألوفًا أكثر من اللازم، متاحًا بلا شروط، وربما حتى بلا تقدير. 

  الدلال الزائد يُفسد النفوس، كما يُفسد السكر طعم الشاي. 

 وغياب الحدود لا يولّد محبة، بل يُنتج استغلالًا أو فتورًا.

  ليس المطلوب أن نكون قساة، ولا أن نبخل بالاهتمام، بل أن نُتقن فن "الاعتدال" — أن نحسن التوقيت، والجرعة، والمقدار. 

 فالعلاقات السليمة تحتاج، كما الشاي، إلى توازن دقيق بين الحرارة والبرودة، بين الحلاوة والمرارة، بين القُرب والمسافة. 

  نظرية الشاي والسكر، ببساطة، تقول لنا: دلّل، لكن لا تُفسد. ا

هتم، لكن لا تُغرق. 

أعطِ، لكن لا تُذِب نفسك.  ففي النهاية، لا أحد يشرب كوب شاي فاسد الطعم... 

ولا أحد يُحب علاقة بلا طعم ولا حدود.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.