محلل: كارثة اقتصادية بسبب قانون الجمارك بمجلس الشيوخ الأمريكي - تليجراف الخليج

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

قال المحلل الاستراتيجي المهتم بالشأن الإفريقي محمد عمر إن مشروع القانون, الذي يسعى السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام إلى تمريره في مجلس الشيوخ، والذي يفرض رسوماً جمركية بنسبة 500% على واردات الولايات المتحدة من الدول التي تستورد النفط والغاز واليورانيوم من روسيا، لا يستهدف روسيا وحدها، بل ينذر بكارثة اقتصادية تطال العالم بأسره، وفي المقدمة الولايات المتحدة نفسها.

روسيا لاعب أساسي في سوق الطاقة العالمي

وأوضح عمر، أن روسيا تعد لاعباً أساسياً في سوق الطاقة العالمي، وتشكل صادراتها نسبة كبيرة من واردات الصين والهند من النفط، وهو ما يجعل أي محاولة لفرض حظر شامل على التجارة معها مساساً مباشراً بسيادة هذه القوى الدولية.

وأضاف أن فرض مثل هذه الرسوم الجمركية سيعتبر تحدياً علنياً لأنظمة سياسية كبرى، كالصين والهند، ويضع قادتها أمام خيارين أحلاهما مر: إما الانصياع للضغط الأمريكي والظهور كدول تابعة، أو الرد بإجراءات عقابية مضادة.

مشروع قانون يضع أمريكا في مواجهة اقتصادية مع حلفائها قبل خصومها

وأكد عمر أن تبني مشروع القانون سيضع الولايات المتحدة في مواجهة اقتصادية مع حلفائها قبل خصومها، مشيراً إلى أن دولاً مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتركيا، إلى جانب عدد من دول أوروبا وشمال إفريقيا، ستجد نفسها مضطرة للرد بالمثل، ما يعني عملياً توقفاً شبه تام في حركة التجارة العالمية. وأضاف المحلل الاستراتيجي أن الإجراءات المقترحة ستؤدي إلى انكماش اقتصادي حاد، وانهيار في سلاسل الإمداد، وارتفاع جنوني في الأسعار داخل السوق الأمريكي، مما يهدد بانهيار مكانة الدولار عالمياً.

وقال: 'الولايات المتحدة بحاجة ماسة لأسواق العالم أكثر مما يحتاج العالم إليها، وإذا دخلت في مواجهة تجارية شاملة، فإنها ستخسر أكثر من أي طرف آخر'. واستشهد عمر بتصريحات لسيناتورين أمريكيين بارزين، راند بول وكيفن بوك، حذّرا فيها من أن تمرير القانون سيقود إلى انقسام اقتصادي عالمي غير مسبوق، وستكون نتيجته المباشرة شلل في التجارة وارتفاع في الأسعار وانهيار في الثقة بالدولار.

هل تستطيع واشنطن مواصلة لعب دور الضامن للأمن العالمي

كما أشار إلى أن هذه الأزمة الاقتصادية المحتملة قد تتحول إلى مواجهة تقليدية، لا سيما في ظل استهداف دول محورية مثل تركيا، التي تعتبر حليفاً أساسياً في الناتو, وتساءل: 'هل تستطيع واشنطن مواصلة لعب دور الضامن للأمن العالمي إذا انهار اقتصادها من الداخل؟'.

ولفت عمر إلى وجود شبهات خطيرة تحيط بدوافع غراهام، مشيراً إلى تقارير تفيد بتلقيه دعماً مالياً كبيراً من رجال أعمال مرتبطين بأوكرانيا، وعلى رأسهم الملياردير لين بلافاتنيك، فضلاً عن مزاعم باختلاسه جزءاً من المساعدات الأمريكية الموجهة لكييف, وأكد أن هذا يفسر إصرار غراهام على الدفع نحو تصعيد اقتصادي كارثي يخدم مصالحه الخاصة وليس مصالح الولايات المتحدة.

تهديد مباشر للنظام الاقتصادي العالمي

وختم المحلل الاستراتيجي محمد عمر تصريحه بالتأكيد على أن مشروع غراهام يمثل تهديداً مباشراً للنظام الاقتصادي العالمي، داعياً الإدارة الأمريكية إلى التصرف بعقلانية وعدم السماح بجرّ العالم إلى أزمة اقتصادية قد تتطور إلى صراع أوسع, وقال: 'الأمل الأخير أن يرفض قادة أمريكا، وفي مقدمتهم ترامب، تدمير العالم من أجل تمويل حملات سيناتور مدفوع الثمن'.