فيضانات عنيفة تزلزل إثيوبيا وتحذيرات مرعبة للسودان ومصر - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: فيضانات عنيفة تزلزل إثيوبيا وتحذيرات مرعبة للسودان ومصر - تليجراف الخليج اليوم الأحد 27 يوليو 2025 12:31 صباحاً

متابعات- تليجراف الخليج

رفعت الفيضانات الكارثية التي اجتاحت إثيوبيا خلال الساعات الـ72 الماضية منسوب القلق في السودان ومصر، بعدما تسببت في أضرار جسيمة وتحذيرات جدية من احتمالات امتداد التأثير إلى دولتي المصب، وسط دعوات لرفع درجة التأهب القصوى في مواجهة سيناريو كارثي محتمل.

مئات المنازل غارقة وآلاف المشردين ونزوح واسع للسكان

كشفت مصادر ميدانية عن غرق مئات المنازل في مناطق متفرقة من إثيوبيا، وتشريد آلاف السكان نتيجة اندفاع مياه الأمطار الغزيرة التي لم تشهد البلاد مثلها منذ عقود، بالإضافة إلى تسجيل عدد كبير من الوفيات ونزوح أكثر من 8 آلاف شخص من مناطقهم. وقد غمرت المياه أراضٍ زراعية شاسعة ومراعٍ يعتمد عليها المواطنون في تأمين لقمة العيش، مما ينبئ بأزمة إنسانية قد تتفاقم في الأيام القادمة.

بحيرة تانا تحت ضغط هيدرولوجي غير مسبوق

أرجع خبراء المياه والمناخ أسباب هذه الفيضانات إلى الأمطار الغزيرة والمتواصلة، وما تبعها من تدفق هائل للمياه إلى بحيرة تانا، منبع النيل الأزرق، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة الطبيعية لم تسجل منذ خمسين عامًا. وبلغ منسوب مياه البحيرة مستويات غير مسبوقة وصلت إلى 1887 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وهو ما يدفع السلطات إلى التفكير في فتح مفيض توشكي لاحتواء الكميات الضخمة من المياه التي يُقدّر أن تبلغ نحو 4 مليارات متر مكعب.

سد النهضة يدخل المشهد في توقيت بالغ الحساسية

تأتي هذه التطورات في وقت حساس للغاية، حيث كان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد أعلن مؤخرًا أن افتتاح سد النهضة سيتم رسميًا في سبتمبر المقبل، بعد اكتمال الأعمال الهندسية فيه، وبالتزامن مع انتهاء موسم الأمطار. هذا التزامن أثار مخاوف عميقة في السودان، خصوصًا مع عدم وجود آلية واضحة حتى الآن للتنسيق في إدارة السد بين الدول الثلاث.

تحذيرات سودانية وتحرك ميداني مرتقب

أطلق ناشطون وخبراء بيئيون في السودان تحذيرات عاجلة من انتقال موجة الفيضانات إلى السودان، وخاصة إلى ولايات الشرق والعاصمة الخرطوم. ودعوا السلطات السودانية إلى اتخاذ إجراءات وقائية سريعة تحسبًا لأي تطورات مفاجئة، لا سيما وأن موسم الخريف لا يزال في بداياته، ما يعني احتمال تفاقم الأوضاع خلال الأسابيع المقبلة.

تأهب إقليمي لمخاطر مياه النيل

تزايدت المخاوف من أن تؤثر هذه الفيضانات على التوازن الهيدرولوجي في مجرى نهر النيل، مما يعيد ملف سد النهضة إلى الواجهة بشكل أكثر سخونة، في ظل غياب اتفاق قانوني شامل وملزم لإدارة تدفق المياه بين الدول الثلاث.

مسؤولية مشتركة لمنع الكارثة

يرى مراقبون أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومات في السودان ومصر وإثيوبيا لإعادة تقييم سيناريوهات الطوارئ، وتبادل المعلومات الهيدرولوجية في الوقت المناسب، تجنبًا لوقوع كارثة عابرة للحدود قد تطال الملايين من السكان.

تحرك مصري وسوداني منتظر

يتوقع خبراء أن تشهد الأيام القادمة تحركات دبلوماسية من قبل مصر والسودان لمتابعة الوضع في إثيوبيا، خاصة فيما يتعلق بتأثير الفيضانات على بنية سد النهضة، وإمكانية تسرب المياه أو الضغط على السد قبل الافتتاح الرسمي.

خطر داهم يلوح في الأفق مع استمرار الخريف

يُجمع الخبراء على أن استمرار موسم الأمطار قد يؤدي إلى زيادة منسوب المياه بشكل غير متوقع، مما يشكل خطرًا داهمًا على مجرى النيل من المنبع إلى المصب، ويفرض تحديات إضافية على الدول المعنية من حيث الجاهزية الفنية والمؤسسية.

نداء عاجل للمجتمع الدولي

طالب مراقبون بضرورة تدخل المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة لدعم جهود الطوارئ في إثيوبيا، وتوفير العون الإنساني للمتضررين، بالتوازي مع الضغط نحو اتفاقات ملزمة تضمن أمان دولتي المصب السودان ومصر من تداعيات السد والفيضانات.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.