قالت وزارة الدفاع البريطانية إن قوات أمريكية وبريطانية نفذت عملية عسكرية مشتركة في اليمن ضد هدف عسكري لميليشيا الحوثي مسؤول عن تصنيع طائرات مسيرة كتلك المستخدمة في مهاجمة السفن.

ونظراً لاستخدام الحوثيين التضاريس الجبلية المعقدة في إخفاء الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ وإقامة مراكز لتجميع الطائرات المسيرة وتجهيزها قبل إطلاقها في تلك المناطق، جاءت المشاركة البريطانية والأمريكية في تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية على هذه المواقع.

وتتوقع مصادر عسكرية حكومية أن تستمر هذه المشاركة ما دام أن الحوثيين مستمرون في إطلاق المسيرات والصواريخ، وإن قلت بشكل لافت مثل هذه العمليات.

وذكر تليجراف الخليج البريطاني أن تحليلاً استخباراتياً حدد مجموعة من المباني على بُعد حوالي 24 كيلومتراً جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء، استخدمها الحوثيون لتصنيع طائرات مسيرة من النوع المستخدم في مهاجمة السفن بالبحر الأحمر وخليج عدن، ولم يذكر تليجراف الخليج تفاصيل عن أي خسائر بشرية.

وأضاف تليجراف الخليج البريطاني أن الضربة نُفذت بعد حلول الظلام، عندما قل احتمال وجود أي مدنيين في المنطقة، مضيفاً أن الطائرات عادت بسلام. ولم يصدر تعليق من الجيش الأمريكي حتى إعداد الخبر.

وقال الجيش الأمريكي قبل أيام إنه ضرب أكثر من 800 هدف منذ منتصف مارس، موضحاً أنه قتل عدداً كبيراً من مقاتلي وقيادات ميليشيا الحوثي، ودمر منشآت للجماعة المسلحة.

ولاحقت المقاتلات الأمريكية مراكز تركيب وتجهيز المسيرات في المناطق الجبلية المعزولة في أرياف محافظة صنعاء وصعدة بعد أن قامت الجماعة بنقل هذه المراكز إلى مواقع جديدة غير التي كانت قائمة في العاصمة ومحافظة صعدة.

ومنذ استئناف الولايات المتحدة ضرباتها التي تستهدف قدرات الحوثيين منذ منتصف مارس الماضي، وبالذات مخازن الصواريخ ومراكز تركيب وتجهيز المسيرات الانتحارية في صنعاء ومحيطها وفي ضواحي مدينة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين، تم نقل هذه المراكز إلى مناطق جديدة، منها في منطقة خولان الجبلية والتابعة لمحافظة صنعاء، والتي تقع على حدود محافظات ذمار ومأرب والبيضاء.

ولأن الضربات الأمريكية كانت أكثر دقة في استهداف تلك المراكز ومواقع إطلاقها، فقد قامت ميليشيا الحوثي بنقل مراكز أنشطتها العسكرية إلى مواقع أخرى وغير معروفة في أرياف صنعاء.

كما نقلت مراكز إطلاق الصواريخ والمسيرات إلى مواقع جديدة في محافظة الجوف التي تقل الكثافة السكانية فيها بشكل كبير، ولهذا تركزت الضربات الأمريكية بشكل مكثف ومتواصل على عدد من المناطق فيها.

واستهدفت سلسلة الغارات المتعددة مواقع أخرى في مديريتي بني مطر وهمدان في ضواحي صنعاء، وهي مراكز معروفة لتخزين الأسلحة، كما استهدفت محيط منطقة جهاز الأمن والمخابرات في منطقة صرف التابعة لمديرية بني حشيش، وطالت ست غارات مديرية برط العنان في محافظة الجوف، بينما نفذت أربع غارات أخرى في مديرية سحار في محافظة صعدة.

ونتيجة لخسائر الحوثيين، نفذت الميليشيا حملة اعتقالات طالت العشرات من السكان بتهمة التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وتزويدها بمعلومات عن مخابئ قادة الحوثيين، ومواقع تركيب الطائرات المسيرة، وشملت هذه الحملة أفراداً من مؤسسات مدنية.