أثار الشاب الصيني فاي يو، البالغ من العمر 24 عامًا، جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد قراره غير التقليدي بترك دراسة الماجستير في جامعة "فودان" المرموقة، والاتجاه إلى فتح كشك طعام لبيع البطاطس المهروسة. وعلى الرغم من تفوقه الأكاديمي وانحداره من أسرة فقيرة في مقاطعة سيتشوان، اختار فاي أن يبدأ مشروعه بالقرب من جامعته الأم بعد أن ضاقت به سبل الدراسة والمعاناة النفسية.

من جهة أخرى، كان فاي قد تخرج من جامعة سيتشوان بتخصص الصحة العامة، وتصدّر دفعته ما أهله للالتحاق مباشرة بجامعة فودان دون الحاجة لاجتياز اختبار القبول. لكنه انسحب من برنامج الدراسات العليا بعد فصل دراسي واحد فقط في أوائل 2023، مشيرًا إلى إصابته بالاكتئاب والأرق ومشاكل في المعدة نتيجة ضغوط الدراسة وسوء معاملة من أحد أساتذته، وهو ما دفعه للانعزال لمدة عام كامل في منزله.

وبعد محاولات غير موفقة للحصول على تمويل لاستكمال دراسة الدكتوراه في الولايات المتحدة، قرر فاي بدء مشروعه البسيط اعتمادًا على مهاراته السابقة في البيع، حيث سبق أن ساعد جدته في بيع البالونات وكان يبيع بطاقات الهاتف أثناء دراسته. واليوم، يقضي ساعات في تحضير الطعام، ويحقق دخلاً يوميًا يصل إلى 140 دولارًا، بينما يصطف الزبائن أمام كشكه، بعضهم بدافع الدعم بعدما تابعوا قصته على الإنترنت.

ورغم الانتقادات التي تعرض لها بسبب "إهدار الموارد التعليمية"، دافع فاي عن قراره قائلاً: "ليست النتيجة هي الأهم، بل التجربة نفسها". وأضاف أنه يشعر بالتحرر من الضغوط الأكاديمية، معبرًا عن سعادته بدخوله "عالمًا جديدًا" أكثر واقعية وهدوءًا، حيث يجد الرضا في ما يقدمه من طعام، ويعتبر اعتراف الناس به ودعمهم مصدر فخر لا خجل.