أطلقت الصين غواصة غير مأهولة متطورة تحمل اسم "الحوت الأزرق"، قادرة على العمل تحت الماء لمدة تصل إلى 30 يوماً دون الحاجة إلى طاقم بشري، في خطوة وصفت بأنها "غير مسبوقة" عالمياً. وتتميّز الغواصة، التي يبلغ طولها 11 متراً وتزن 12 طناً، بقدرتها على العمل في البيئات البحرية القاسية، وإطلاق صواريخ بحثية، والتبديل بين وضعيات السطح والغمر بسرعة وكفاءة عالية.

من ناحية الأداء، أوضحت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست أن الغواصة يمكنها الإبحار بسرعة تصل إلى 36 عقدة على السطح، أي بسرعة مماثلة للمدمرات البحرية، والغوص حتى عمق 60 متراً لتجنّب العواصف. وعند غمرها، تستطيع التحرك بسرعة 4 عقد باستخدام نظام دفع مزدوج يجمع بين نفاثات مائية ومحركات مغناطيسية صامتة، مع طلاء خاص يقلل الضوضاء إلى مستوى ضوضاء المحيط.

أما على الصعيد التقني، فيؤكد الباحث تشين داك من الأكاديمية الصينية للعلوم أن الغواصة تمثل نقلة نوعية في الابتكار البحري الصيني، كما أوضح كبير المهندسين وو قوه سونغ من شركة يونزو أن النظام الذكي للغواصة يعتمد على خوارزميات تعلم عميق، ما يمنحها قدرة أعلى على اتخاذ القرار والعمل بكفاءة في الظروف المعقدة، ومنها الإبحار أثناء أعاصير تصل شدتها إلى الفئة 12.

وتُعد "الحوت الأزرق" مخصصة حالياً للاستخدام المدني، خاصة في أبحاث الأعاصير ورصد الصوتيات المائية. ومن المتوقع أن تدخل الغواصة الخدمة التشغيلية بحلول عام 2026، بعد اجتيازها اختبارات الميناء والبحر. وفي ظل نمو سوق المركبات البحرية غير المأهولة عالمياً بمعدل سنوي متوقع يبلغ 6.7%، تسعى الصين لتعزيز موقعها إلى جانب قوى رئيسية مثل الولايات المتحدة وروسيا وكوريا الجنوبية وفرنسا وتركيا.