الكرملين: الهدنة المعلنة لـ3 أيام تهدف إلى اختبار استعداد كييف للسلام

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لن يلعب ألعاب الهدنات القصيرة، كتلك التي طرحها نظيره الروسي فلاديمير بوتين بين 8 و10 مايو، معتبراً أن هذه المهل الزمنية قصيرة للغاية لإجراء محادثات جادة.

وقال زيلينسكي لعدد من الصحافيين: «من المستحيل التفاهم على أي شيء في 3 أو 5 أو 7 أيام.. لنكُن صرحاء هذا أداء مسرحي من قبل فلاديمير بوتين.. في يومين أو 3، من المستحيل التوصل إلى خطة لتحديد الخطوات التالية لإنهاء الحرب.. لا يبدو الأمر جدياً.. إن أحداً لن يساعد بوتين على لعب هذا النوع من الألعاب، لخلق أجواء مريحة حول خروجه من العزلة في 9 مايو، ومنح شعور بالأمان والارتياح لقادة وأصدقاء وشركاء بوتين الذين سيأتون إلى الساحة الحمراء».

وأشار الرئيس الأوكراني، إلى أنه لا يستطيع ضمان سلامة القادة الدوليين الذين سيكونون حاضرين في هذا اليوم، قائلاً: «لا نعرف ما ستفعله روسيا في هذا التاريخ، قد تتخذ إجراءات مختلفة، كحرائق وانفجارات، ثم تتهمنا بالوقوف وراءها». وأضاف متوجهاً إلى قادة الدول الذين سيزورون موسكو: «لا يمكننا تحمل مسؤولية ما يحدث على أراضي الاتحاد الروسي.. هم يضمنون سلامتكم».

كما قال زيلينسكي إن بلاده ترغب في استضافة اجتماع مستشاري الأمن القومي من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا في موعد لم يتحدد بعد لمناقشة اتخاذ المزيد من الخطوات في عملية السلام.

وكشف زيلينسكي، عن أنه ناقش أنظمة الدفاع الجوي والعقوبات على روسيا خلال اجتماعه مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، على هامش جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان، والذي وصفه بأنه أفضل اجتماع بينهما على الإطلاق.

وأضاف زيلينسكي بحسب تصريحات نقلتها الرئاسة أنه وترامب اتفقا على أن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً بين كييف وموسكو هو الخطوة الأولى الصحيحة نحو إنهاء حرب أوكرانيا. وقال زيلينسكي: إن ترامب بدأ ينظر إلى النزاع في أوكرانيا بشكل مختلف قليلاً بعد اللقاء.

رد روسي

وعلى الفور، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، إنه لا يمكن لأحد أن يضمن بقاء العاصمة الأوكرانية كييف حتى 10 مايو إذا هاجمت أوكرانيا موسكو خلال احتفالات ذكرى النصر. ووصف ميدفيديف، تصريحات زيلينسكي بأنها استفزاز لفظي، مضيفاً: «لا أحد طلب ضمانات أمنية من كييف خلال احتفالات 9 مايو».

وكتب ميدفيديف عبر قناته الرسمية على تلغرام: «يدرك زيلينسكي أنه في حالة حدوث استفزاز حقيقي في يوم النصر، فلن يتمكن أحد من ضمان أن تظل كييف باقية حتى 10 مايو».

كما أعلنت روسيا، أن الهدنة التي اقترحتها تهدف إلى اختبار استعداد كييف للسلام. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن هدف هدنة عيد الفصح التي اقترحتها روسيا، وكذلك المبادرة الحالية لإعلان هدنة خلال احتفالات 8 و9 و10 مايو، هو اختبار استعداد كييف لإيجاد طريق نحو سلام دائم طويل الأمد.

كما قال الكرملين إنه يريد ما وصفه برد حاسم من أوكرانيا على عرض بوتين بوقف إطلاق النار 3 أيام.

في الأثناء، أعلن أندريه كرافتشينكو، رئيس بلدية مدينة نوفوروسيسك الساحلية الروسية المطلة على البحر الأسود، حالة الطوارئ، أمس، بعدما قالت السلطات المحلية إن هجوماً أوكرانياً بطائرات مسيرة ألحق أضراراً بمحطة للحبوب وعدد من المباني السكنية وأدى إلى إصابة 5 أشخاص.

ونشر حساب كرافتشينكو الرسمي على تلغرام، مقطعاً مصوراً ظهر فيه وهو يتفقد الأضرار التي لحقت بثلاثة مبانٍ سكنية. وأظهر المقطع حطاماً متناثراً أمام البنايات وسيارة مدمرة ونوافذ مهشمة وشرفات معلقة من واجهات المباني.

وقال كرافتشينكو إن من بين المصابين امرأة نقلت إلى المستشفى في حالة خطيرة. وذكرت السلطات المحلية أن طفلين أصيبا أيضاً. وأفاد فينيامين كوندراتيف، حاكم منطقة كراسنودار بجنوبي روسيا، بأن حطام طائرات مسيرة ألحق أضراراً بثلاث وحدات تخزين في محطة للحبوب في نوفوروسيسك وأدى إلى اندلاع حريق.

حرب مسيرات

على صعيد آخر، قالت وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية، أمس: إن أوكرانيا دمرت مقاتلة روسية من طراز سو - 30 باستخدام صاروخ أطلقه زورق مسير، وذكرت أنه أول إسقاط لطائرة مقاتلة في العالم بزورق مسير.

كما ذكر مسؤولون محليون، أن غارة جوية بطائرة روسية بدون طيار على خاركيف، أسفرت عن إصابة 47 شخصاً. وصرح رئيس بلدية خاركيف، إيجور تيريخوف، بأن طائرات مسيرة ضربت 12 موقعاً في المدينة وتضررت مبانٍ سكنية وبنية تحتية مدنية ومركبات في الهجوم.

وأعلن سلاح الجو الأوكراني، أمس، أن روسيا أطلقت 183 طائرة مسيرة على متنها متفجرات الليلة قبل الماضية، وتم اعتراض 77 طائرة، بينما فُقدت 73 طائرة أخرى. كما أفاد سلاح الجو بأن روسيا أطلقت صاروخين باليستيين.

بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن دفاعاتها الجوية أسقطت 170 طائرة مسيرة أوكرانية الليلة قبل الماضية. وأنه تم اعتراض ثمانية صواريخ كروز وثلاثة صواريخ موجهة.