خدعة تجارية.. ما سر "صنع في روسيا" على المنتجات الصينية؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: خدعة تجارية.. ما سر "صنع في روسيا" على المنتجات الصينية؟ - تليجراف الخليج اليوم الأحد 4 مايو 2025 10:43 صباحاً

شهدت كبرى المدن الصينية في الآونة الأخيرة انتشاراً واسعاً للمتاجر ذات الطابع الروسي، في ظاهرة تجارية لافتة تعكس تحوّلات جيوسياسية عميقة في العلاقات بين موسكو وبكين، إلا أن هذه المتاجر، التي تروّج لمنتجات "مستوردة"، تثير جدلاً متصاعداً بشأن مصداقية البضائع المعروضة فيها.

ووفقاً لبيانات السجل التجاري الصيني "Qichacha"، تم تسجيل أكثر من 3500 متجر يحمل الطابع الروسي حتى يناير الماضي، معظمها ظهر خلال عامي 2023 و2024، في أعقاب العقوبات الغربية التي فُرضت على روسيا عام 2022، والتي دفعتها إلى تعميق تعاونها التجاري مع الصين بعد استبعادها من نظام "سويفت" المالي العالمي.

مظهر روسي... ومحتوى صيني

وتتميز هذه المتاجر بواجهات مزيّنة بدمى "ماتريوشكا" والكتابات الروسية التقليدية، إضافة إلى موسيقى فلكلورية تُضفي طابعاً ثقافياً يعكس صورة روسيا، ما يثير فضول المستهلكين الصينيين، وفقا لموقع sustainability-times.

وتتنوع البضائع المعروضة من الشوكولاتة والنقانق إلى منتجات غير مرتبطة أصلاً بالثقافة الروسية مثل فاكهة الدوريان.

لكن تحقيقات محلية كشفت أن كثيراً من هذه المنتجات تُصنّع وتُغلّف داخل الصين، وتُعرض على أنها روسية، فيما أُغلق عدد من المتاجر في بكين بعد اكتشاف مخالفات تتعلق بتزوير بلد المنشأ وبيع منتجات طبية غير مرخصة.

وفي محاولة للالتفاف على الانتقادات، لجأت بعض المتاجر إلى إعادة تسمية نفسها كـ"متاجر للتبادل التجاري الصيني-الروسي"، في خطوة تهدف لتفادي المساءلة القانونية وتقديم صورة تجارية أكثر دقة.

موضة مؤقتة

ويرى خبراء أن هذه الظاهرة قد لا تدوم طويلاً، إذ يعتبر الباحث "تشانغ يي" من مؤسسة iiMedia أن الإقبال الحالي مدفوع بطابع "الغرابة والندرة" الذي تمنحه المنتجات الروسية في السوق الصيني، ومع ازدياد عدد المتاجر وتشابه عروضها، قد يفقد المستهلكون اهتمامهم تدريجياً.

وتتوقّع تقارير اقتصادية أن تستقر التجارة بين الصين وروسيا عند حدود 200 مليار دولار خلال عام 2025، في تراجع عن ذروتها السابقة، ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة هذه المتاجر على الاستمرار في ظل تقلبات العلاقات الدولية.

مفارقة اقتصادية

تعكس هذه الظاهرة مفارقة لافتة في مشهد التجارة العالمية، حيث تُباع منتجات صينية في الصين على أنها مستوردة من روسيا، ما يسلّط الضوء على التداخل بين الاقتصاد والثقافة والدعاية التجارية في عصر العولمة، كما يكشف عن صعوبة الحفاظ على الشفافية والأصالة وسط تغيّرات سريعة في موازين القوى الدولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق