نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: دراما مصرية تكسر جدار الصمت حول التحرش بالأطفال - تليجراف الخليج اليوم الأحد 4 مايو 2025 01:14 مساءً
في مشهد درامي مؤلم لكنه واقعي حدّ الصدمة، يقف طفل صغير في منتصف المشهد ليبوح بما لا يُقال: تحرّش من شخص مقرّب، لا غريب. بهذه اللحظة المفصلية، أشعل مسلسل "لام شمسية" فتيل قضية كانت لعقود خاضعة للإنكار والصمت، كاشفاً عن خبايا ملف العنف الجنسي ضد الأطفال في مصر. وبينما تتقاطع القصة التمثيلية مع وجع حقيقي يعانيه الآلاف، تحوّل العمل الدرامي إلى صرخة مجتمعية مدوية.
دراما جريئة تهز الثوابت الاجتماعية
نجح مسلسل "لام شمسية"، الذي يُعرض خلال موسم درامي حافل، في اقتحام واحدة من أكثر القضايا حساسية في المجتمعات العربية: التحرش بالأطفال. من خلال قصة "نيللي" (تجسدها الفنانة أمينة خليل) التي تصطدم بحقيقة مؤلمة حول تعرض ابن زوجها لاعتداء من أحد المقربين، يتحدى المسلسل ثقافة الإنكار المجتمعي، ويفتح الباب أمام حوار طال انتظاره.
قصة تكشف المستور داخل البيوت المحصّنة
تدور أحداث العمل داخل أسرة ميسورة الحال، ما يكسر الصورة النمطية التي تربط هذه الجرائم بالفقر أو الجهل فقط. الطفل "يوسف"، الذي يؤدي دوره ببراعة الطفل علي البيلي، يقع ضحية تحرش على يد أستاذ جامعي مرموق. وبدلاً من أن تتحرك الأسرة تلقائياً لحمايته، تجد الأم نفسها في صراع مع جدار اجتماعي من الإنكار والخوف من الفضيحة.
أرقام مفزعة وصوت الأطفال أخيرًا يُسمع
بحسب بيانات رسمية، استقبل الخط الساخن لنجدة الطفل في مصر أكثر من 21 ألف بلاغ في عام 2024، شملت حالات تحرش واعتداء جنسي. إلا أن الخبراء، مثل مدير الخط صبري عثمان، يؤكدون أن الأرقام الحقيقية أكبر بكثير، نتيجة ثقافة الصمت والخوف المجتمعي. بعد عرض المسلسل، ارتفعت مكالمات التبليغ، وأعلنت منظمات دولية عن تزايد طلبات الاستشارة والدعم، في مؤشر على التأثير المباشر للعمل الفني.
العدالة تتحرك.. الدراما تُلهم الواقع
تزامناً مع عرض الحلقات الأخيرة، أصدرت المحكمة حكماً بالسجن المؤبد على موظف مدرسة أُدين بالاعتداء على طفل، ما أثار تفاعلاً واسعاً ودعماً لحملة لمحاسبة المعتدين. المشهد الأبرز في المسلسل، حيث يردد الطفل نشيد "اللام الشمسية" متحدثاً عن أسرار لا تُقال، جسّد فلسفة العمل كما صرحت كاتبته مريم نعوم: "نحن نكتب ما لا يُقال، ونقول ما لا يريده المجتمع أن يُقال."
طفل يؤدي دوراً.. ليكون صوت آلاف الأطفال
صرح الطفل علي البيلي في مقابلة إعلامية أنه وافق على أداء الدور لأنه أراد أن يكون لسان حال الأطفال الذين لا يستطيعون الكلام. ومع دعم نفسي وفني خاص من طاقم العمل، تمكن من تجسيد لحظات من الألم والذعر بصدق نادر، مما أضفى على المسلسل بعداً إنسانياً عميقاً.
القانون وحده لا يكفي
رغم أن القانون المصري يفرض عقوبات تصل إلى 25 عاماً في قضايا التحرش بالأطفال، تؤكد المحامية هالة عبد القادر أن العقبات الكبرى تكمن في التأخر بالإبلاغ، والخوف من الفضيحة، ونقص الوعي القانوني لدى الأسر. وتطالب الناشطات بضرورة دمج التوعية الجنسانية في المناهج الدراسية وتسهيل آليات التبليغ القانونية.
0 تعليق