الأعمال الأدبية العالمية في «أبوظبي للكتاب».. جسر ثقافي بين الشرق والغرب - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الأعمال الأدبية العالمية في «أبوظبي للكتاب».. جسر ثقافي بين الشرق والغرب - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 5 مايو 2025 07:18 مساءً

تميز معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الـ34 بحضور بارز لدور نشر عربية وعالمية متخصصة في ترجمة الأدب العالمي إلى اللغة العربية، وقد تنوعت الإصدارات المعروضة بين الروايات الكلاسيكية والحديثة، والسير الذاتية، والكتب الفكرية، والفلسفة وعلم النفس، وكتب الأطفال، ما أتاح للجمهور فرصة نادرة للاقتراب من عوالم أدبية جديدة ومغايرة، ورغم ما يكتنف هذا الامتداد الثقافي بين الشرق والغرب من إثراء كبير تتبناه دور النشر المختلفة، تشكل العوائق تحدياً كبيراً في ازدهار سوق الترجمة، و«تليجراف الخليج» خلال جولة استقصائية في أروقة المعرض استقصت آراء الناشرين فيما تواجهه من تحديات.

وأكد عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، مؤسس ورئيس دار كلمن للنشر، أن الترجمة ليست مجرد نقل نصوص من لغة إلى أخرى، إنما هي جسر ثقافي يعبر عن التزام بجعل الثقافة العالمية متاحة للقراء العرب، حيث تؤدي الترجمات دوراً محورياً في تعزيز الحوار الثقافي والانفتاح على الآخر، وهو ما يجعل معرض أبوظبي الدولي للكتاب محطة رئيسية للناشرين والمترجمين والمؤلفين من مختلف أنحاء العالم.

مشاريع

وقال: نحن في دار كلمن للنشر، نحرص منذ البداية على ترجمة ونشر الكتب الأجنبية ذات القيمة الفكرية والأدبية، كانت بداياتنا مع ترجمة «موسوعة الكائنات الخرافية» للغة الإنجليزية، لكن لاحقاً، تولّت «هيئة الشارقة للكتاب» العمل نفسه، ووسّعت المشروع ليشمل سبع لغات عالمية، أما التعاون الثاني فكان مع «مركز طليطلة للترجمة» في مدينة طليطلة الإسبانية، حيث ترجموا المصوّرة ذاتها إلى اللغة الإسبانية، بدعم من معهد الدراسات العليا في مجال اللغات الحية، لكن التجربة الأهم، التي تم تدشينها ضمن فعاليات «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، كانت بالتعاون مع وزارة التعليم الصينية، التي تعاقدت معنا على نشر كتاب «هدايا رأس السنة الصينية الجديدة».

وأضاف المسلم: قمنا بترجمة أحد أعمال الكاتب الياباني العالمي «ياسوناري كواباتا»، الحائز جائزة نوبل، الذي يعد من أبرز من اختزلوا التجربة الإنسانية في أعمال أدبية قصيرة ومكثفة، من المعروف أن الرواية الأوروبية طويلة ومليئة بالتفاصيل، بينما الرواية اليابانية تميل إلى التكثيف والاختصار، فتبدو أقرب إلى قصة طويلة منها إلى رواية تقليدية.

قيمة إنسانية

وأوضح المسلم أن هذه الأعمال لا تترجم لمجرد الترجمة، بل لأنها تحمل قيماً إنسانية وثقافية يمكن أن تُحدث صدى لدى القارئ العربي، نحن نطمح إلى خلق نمط جديد من الترجمة الثقافية يفتح الجسور بين الشرق والغرب، ويراعي الذوق العربي دون أن يفقد النص أصالته.

انفتاح

من جهته أكد جهاد شبارو، مدير الدار العربية للعلوم ناشرون، أن الدار تدعم حركة الترجمة في العالم العربي، حيث ترجمت ما يربو على 2500 كتاب من لغات مختلفة، منها الإنجليزية والكورية واليابانية والتركية، حيث تلبي الدار الطلب المتكرر على ترجمات كتب بعينها، حيث أصبح القارئ العربي اليوم منفتحاً على ثقافات مختلفة.

وأوضح أن عملية الترجمة تحتاج إلى خبرات متراكمة لخوض هذا السوق الثقافي المتخصص وتحقيق النجاحات المرجوة، بالإضافة إلى تحديات أخرى تتعلق بالعوائق الاقتصادية والسياسية وعمليات القرصنة والتزوير، مشيراً إلى أن الترجمة لم تعد ترفاً ثقافياً، بل هي حاجة ضرورية للمجتمعات التي تسعى للحاق بركب المعرفة، نترجم الأدب والفكر لأننا نؤمن أن التواصل مع التجارب الإنسانية المختلفة يصنع وعياً نقدياً متجدداً.

لجنة مختصة

وفي مجال الترجمات الخاصة بأدب الطفل، شدد ناشرون ومتخصصون مشاركون في معرض أبوظبي الدولي للكتاب على أهمية تشكيل لجنة مخصصة لاختيار المترجمين، خاصة للكتب الخاصة بأدب الطفل، مشيرين إلى أن بعض الناشرين يتحيزون في قطاع النشر للأطفال إلى عرض الصور المشرقة دون تناول الواقع، وأن أغلب الموضوعات التي تترجم تركز على قيم وأخلاقيات معينة، كقيم التعاون وحب الآخر، في حين يبتعد معظم الناشرين عن الكتب التي تستعرض المشكلات التي تواجه الأطفال، مؤكدين حقيقة أن الترجمة تسهم في بناء خيال الطفل العربي وتزويده بتجارب عالمية متخيلة، وقالوا: نحرص على اختيار الكتب التي تنقل القيم العالمية، مثل التسامح، والصداقة، واحترام التنوع، لأننا نؤمن أن الطفولة هي المدخل الأهم لبناء الإنسان العالمي.

وأشار الناشرون إلى أن طريق الترجمة طويل وصعب، وبحاجة إلى دعم كبير، وتكمن أكبر التحديات في صعوبة التسويق بالعالم الغربي، لأن خطوط التوزيع والتسويق تختلف عن الموجودة في العالم العربي، وقد تواجه الناشر مشكلة الإقبال على ما تتم ترجمته، إذ إن أغلب الذين يطالبون بالترجمة من العالم الغربي يطلبون موضوعات محددة، يودون الاطلاع عليها، وفي السياق ذاته أيضاً بات القارئ العربي يطلب مؤلفات عالمية بعينها، خصوصاً في مجالات الفكر السياسي والعلوم الاجتماعية، وهذا يعكس تطوراً نوعياً في الذائقة الثقافية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق