اليمن إذ يرسم الحدّ الفاصل بين "العرب" و"الأعراب"! #عاجل - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: اليمن إذ يرسم الحدّ الفاصل بين "العرب" و"الأعراب"! #عاجل - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء الموافق 6 مايو 2025 09:34 مساءً

 

 

كتب: كمال ميرزا

اللهم برداً وسلاماً على اليمن!

نتمنّى لإخوتنا اليمنيّين السلامة والعافية، ولكن كما قال الله تعالى: ((.. فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً))!

بتصعيد العدو الصهيو-أمريكيّ عدوانه على اليمن، لم تعد المسألة بالنسبة لليمنيّين مسألة نُصرة لغزّة وانتصار لفلسطين فقط، بل أصبحتْ أيضاً مسألة عداوة مباشرة وثأر شخصيّ مباشر!

العدوّ بغبائه لا يعلم أيّ مرتقى صعب قد ارتقى، وأي باب باطنه العذاب قد فتح على نفسه!

من نِعَم الله تعالى أنّ العدو بعنجهيّته وغطرسته وعنصريّته لا يُميّز بين "أغيار" و"أغيار"، ويعتبرهم جميعاً ضرباً من وجود "تحت - بشريّ" واحد، لذا نراه وقد أغراه ذلّ وخنوع "الأعراب" فظنّ أنّه يسري أيضاً على "العرب"!

اليمنيّون العرب الأقحاح بعزّتهم وكرامتهم ونخوتهم ومروءتهم الأصيلة قد طووا المسافة والجغرافيا، وجعلوا من أنفسهم "دولة مواجهة"، و"طوقاً" يحمي فلسطين وينصرها ويقضّ مضاجع الكيان وأعوانه.. في الوقت الذي يلهث فيه آخرون نحو التطبيع والصهينة!

كما أنّ اليمنيّين قد أهانوا كبرياء أمريكا، وأنزلوها من عليائها هي وأساطيلها وأسرابها، وأثبتوا أنّ هذا العفريت المنفوخ لم ينتصر يوماً بالقوة أو الشجاعة، ولا بالعبقريّة والتفوّق التكنولوجيّ.. بل ينتصر دوماً بالرعب والإجرام، وبخيانة الخونة وعمالة العملاء وتخاذل المتخاذلين!

الذين يرعبهم تصاعد القصف الصهيو- أمريكيّ على اليمن يُغفلون أنّ موقف اليمن في المقابل يتّخذ هو الآخر منحى تصاعديّاً، فمن حظر بحريّ إلى حظر جويّ.. والحبل على الجرار.

وليس مستبعداً أن يُوسّع اليمن من نطاق حظره قريباً ليشمل مضائق وأجواءً جديدةً، أو ليشمل كلّ ميناء أو مطار بديل قد يمنحه المتواطئون للكيان!

وربما تكون صادرات النفط من وإلى العدو الصهيو-أمريكيّ وحلفائه وأصدقائه وأعوانه هي التالية على قائمة الحظر اليمنيّ!

لو أتى إلينا أحدهم قبل السابع من أكتوبر 2023 وقال لنا: سيحدث كذا وكذا، وسيكون اليمن هو بيضة القبّان التي ستقلب المعادلة والموازين، وستتيح للمقاومة وجبهات الإسناد الصمود والاستمرار، وترميم نفسها، وأخذ الوقت لالتقاط الأنفاس والتعافي جرّاء ما ستتلقاه حتماً من ضربات من البعيد وطعنات من القريب.. لضحكنا من هذا الشخص، أو رميناه بالجنون، أو اتهمناه بالهذر والتخريف!

"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"!

مئات المليارات التي أنفقها الأعراب على "مجاهدي البترو-دولار" و"ثوّار الناتو" و"فاتحي الباب العالي" في سبيل الخراب والدمار وإذكاء الفتن والتجزئة والتفتيت وإعادة إنتاج التبعيّة والارتهان للصهيونيّ والأمريكيّ، لو أنّهم استثمروا عُشرها في اليمن وأهل اليمن وأجناد اليمن وسائر أبطال المقاومة وأحرار الأمّة.. ماذا سيكون الحال؟!

هل سبق وأن سمعتَ في التاريخ عن أناس يديرون ظهرهم للحريّة والكرامة عن سبق إصرار، ويشترون الذلّ شراءً ويدفعون من أجله المليارات والترليونات؟!

من غيظ "الأعراب" على أهل اليمن أنّهم يُصرّون عبر خطابهم وإعلامهم وأبواقهم على استخدام مسمّيات "الحوثيّين" و"جماعة أنصار الله"، وعدم تسميتهم بـ "اليمنيّين" وكأنّهم أقليّة أو شرذمة، أو كأنّهم طارؤون على اليمن أو قد هبطوا إليه من السماء!

نفس السياسة الإعلاميّة القذرة ينتهجها "الأعراب" في حديثهم عن المقاومة الفلسطينيّة واللبنانيّة والعراقيّة!

أكثر ما يستثير الإعجاب في اليمن أنّه يفعل ما يفعل اعتماداً على قدراته الذاتيّة وهو الخارج توّاً من أتون حرب تقسيم واستنزاف قذرة ومرهقة!

الغالبيّة يُجمعون على أنّ قدرات اليمن في مجال الصواريخ والمسيّرات الجويّة والبحريّة مصدرها طرف ثالث أو أكثر. ومعروف أنّه حتى بين الحلفاء، فإنّ الحليف القويّ يحرص دائماً على الاحتفاظ بالميزات التفضيليّة التي يمتلكها على حساب حلفائه الآخرين.

وهنا يُسجّل لليمن رفضه أن يُمنَح السمك، وإصراره على تعلّم الصيد بنفسه.. لماذا؟ لأنّ الإنسان الحرّ والعربيّ الأصيل، حتى عندما يدخل في حلف ما، فإنّه يدخله من بوابة الندّ والصنو وليس من بوابة التابع والخادم!

صدق رسول الهدى الذي بعثه الله في الأُمّيّين حين قال: "الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيّة"!

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق