أثبتت الأبحاث العلمية أن قوة قبضة اليد يمكن أن تكون مرآة دقيقة لصحة الجسم وطول العمر، متفوقة في بعض الأحيان على قياس ضغط الدم كمؤشر حيوي. ويشير جوشوا ديفيدسون، الباحث في جامعة ديربي، إلى أن اختبار هذه القوة لا يتطلب معدات معقدة، بل يمكن القيام به عبر الضغط على كرة تنس لمدة تتراوح بين 15 إلى 30 ثانية، ومراقبة الأداء مع مرور الوقت.

وكشفت دراسة شملت أكثر من 140 ألف شخص أن قوة القبضة ترتبط بفرص العيش لعمر أطول، حيث أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تجاوزوا عمر المئة عام غالباً ما كانت لديهم قبضة قوية في منتصف العمر، مما يعكس صحة عضلية جيدة وقدرة أعلى على مقاومة الأمراض المزمنة المرتبطة بالشيخوخة.

وأكد مارك بيترسون، الباحث في جامعة ميشيغان، أن ضعف القبضة قد يكون إنذاراً مبكراً على مشكلات صحية خطيرة مثل الساركوبينيا، وهي حالة من ضمور العضلات المرتبط بالتقدم في العمر. كما أشارت دراسة قادها في عام 2022 إلى أن الأفراد الذين يمتلكون قبضة أضعف أظهروا تغيرات جينية مرتبطة بتسارع الشيخوخة في الحمض النووي، مما يعزز أهمية الحفاظ على قوة عضلات اليد.

وأثبتت الأبحاث أن العضلات السليمة، بما فيها عضلات اليد، تلعب دوراً محورياً في تنظيم سكر الدم، دعم المناعة، الوقاية من هشاشة العظام، وحتى تقليل أعراض الاكتئاب، بحسب ما نشرته "بي بي سي". وفي السياق ذاته، أفاد الدكتور غيّوم باري من جامعة ماكماستر بأن قياس قوة القبضة يمكن أن يساعد الأطباء في تقدير مدى تعافي المرضى في حالات مثل السرطان والالتهاب الرئوي.

ويشدد الخبراء على أن تقوية القبضة ممكنة في أي عمر، من خلال تمارين بسيطة مثل الضغط على كرة التنس، بالإضافة إلى تمارين المقاومة لتقوية العضلات وتحسين التوازن. كما أوضحت دراسة برازيلية حديثة أن المراهقين الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام الشاشات يعانون من ضعف في القبضة، مما قد يشير إلى مشكلات صحية مستقبلية.

تظل قوة القبضة اختباراً عملياً وسهلاً يمكن للجميع اعتماده كمؤشر صحي، يساعد في متابعة تقدمهم البدني وتحسين جودة حياتهم بشكل ملموس.