في تعليق ساخر، شكك الخبير العسكري العميد ركن محمد عبدالله الكميم في مصداقية البيان العسكري الأخير الذي أصدرته جماعة الحوثيين، والذي زعمت فيه استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "دوايت دي. أيزنهاور" (المعروفة إعلاميًا باسم "ترومان")، بالإضافة إلى عدد من الأهداف في إسرائيل.

وقال الكميم إن هذا البيان ما هو إلا "نسخ ولصق" لبيانات سابقة ، مشيرًا إلى أن المتحدث العسكري للجماعة، العميد يحيى سريع ، لم يتوانَ عن تكرار الادعاءات نفسها دون تقديم أي أدلة أو براهين تُذكر على صحتها. وأضاف ساخرًا: "استهدف العميد يحيى سريع حاملة الطائرات 'ترومان' للمرة 16000"، في إشارة إلى التكرار المبالغ فيه لهذه الادعاءات عبر البيانات العسكرية الحوثية، التي باتت تندرج تحت دائرة السخرية أكثر مما هي ذات جدية عسكرية.

وأشار الكميم إلى حالة الانفصال بين الواقع السياسي والتطورات الجارية على الأرض من جهة، والخطاب الإعلامي الحوثي من جهة أخرى، متسائلًا كيف لا تزال الجماعة تطلق مثل هذه التصريحات في ظل المتغيرات السياسية الأخيرة، بما فيها التحسن الملحوظ في العلاقات بين بعض القوى الإقليمية والدولية، وحتى بين أطراف إقليمية كانت تصنف كخصوم سابقين.

ولم يفتِ الخبير العسكري أن يوجه نقدًا لاذعًا للجهات الإعلامية التابعة للجماعة، قائلاً: "يبدو أنهم لم يُبلّغوا بعد باستسلام أصحابهم"، مضيفًا بسخرية: "ربما يحتاج العميد يحيى سريع نكزة من أحد لإبلاغه بأن الأمور تغيرت، وأن بعض الحلفاء قد عادوا أحباباً من جديد"، في إشارة إلى التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة مؤخرًا، خصوصًا في ظل التحركات الدبلوماسية بين أطراف النزاع والدول الإقليمية.

ويأتي تعليق الكميم ضمن سلسلة من الانتقادات المتزايدة التي تستهدف الخطاب الإعلامي الحوثي، الذي يتهمه مراقبون بتضخيم الأحداث وتسويق الإنجازات الوهمية بهدف التغطية على الواقع العسكري والسياسي الصعب الذي تعيشه الجماعة داخليًا وخارجيًا.