اجتاحت موجة إقالات المدربين الأندية التي تستعد للمشاركة في كأس العالم للأندية 2025، قبل أن تضع أقدامها على أرض الولايات المتحدة الأمريكية، التي تستضيف النسخة التاريخية الأولى بهذا الحجم من 15 يونيو وحتى 13 يوليو المقبلين، ومن بين 32 فريقاً تأكدت مشاركتهم تدريجياً على مدار أشهر طويلة، تغيّر 14 مديراً فنياً حتى الآن، يمثلون 12 نادياً، بعضهم أقيل قبل القرعة وآخرون بعدها، ليجد كثير من المدربين أنفسهم خارج المشهد قبل انطلاق البطولة، وما زاد المشهد درامية، أن الموجة ضربت الأندية العربية الخمسة كاملة، لتدخل هذه الفرق الحدث بأجواء مليئة بالترقب حتى قبل صافرة البداية.

العين

عاش نادي العين موسماً مليئاً بالتقلبات، إذ مر بثلاثة تغييرات على مستوى الجهاز الفني، بدأها بهيرنان كريسبو في نوفمبر الماضي، ثم لياندرو جارديم في فبراير الماضي، ليستقر أخيراً على الصربي فلاديمير إيفيتش، الذي سيتولى قيادة «الزعيم» في مونديال الأندية.

الأهلي المصري

في القاهرة، خيّم الحزن على جماهير الأهلي بعد خروج الفريق من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام صن داونز، فقد ودّع المدرب السويسري مارسيل كولر، الذي كان يستعد لقيادة الأحمر في مونديال الأندية 2025، منصبه تاركاً المهمة للمدرب عماد النحاس، الذي وجد نفسه فجأة في دائرة الضوء، النحاس، الذي جاء كحل مؤقت، أصبح اليوم مطالباً بإعادة ترتيب الأوراق قبل مواجهة إنتر ميامي الأمريكي في المونديال، وهو يدرك تماماً أنه إذا كُتب له خوض هذه البطولة، فقد تكون محطة فارقة في مسيرته التدريبية.

الوداد البيضاوي

لم يكن المغرب بعيداً عن العاصفة، إذ أقال الوداد المدرب رولاني موكوينا وأسند المهمة للمدرب الوطني أمين بنهاشم، مع الاتجاه لمنحه فرصة قيادة الفريق في كأس العالم للأندية.

الهلال السعودي

أما الهلال السعودي، فقد حسم موقفه أخيراً بإقالة جورجي جيسوس بعد الخروج المخيب من نصف نهائي دوري أبطال آسيا، ليكون ضحية جديدة في قائمة المدربين الذين أطاحت بهم البطولة قبل بدايتها.

الترجي

في تونس، خاض الترجي تجربة مألوفة، إذ أطاح قبل شهر بالروماني لاورينتو ريجيكامف بعدما صبرت عليه الجماهير أربعة أشهر فقط، ليفسح المجال أمام التونسي ماهر الكنزاري لتولي المهمة، ويراهن الترجي على المدرب الوطني الذي قد يكون كلمة السر في البطولات الكبرى، تماماً كما حدث مع معين الشعباني قبل سنوات.

صن داونز

رحلة التغييرات امتدت إلى جنوب أفريقيا، حيث اتخذ صن داونز قراراً بإقالة منكوبا مانجيثي بعد أيام قليلة من القرعة، بسبب النتائج المخيبة، بعدها، عيّن النادي البرتغالي ميغيل كاردوزو، الذي كان قبلها بأشهر مدرباً للترجي التونسي قبل أن يرحل، ليبدأ محطة تدريبية جديدة مع صن داونز، والآن، ينتظر كاردوزو تحدياً كبيراً في نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام بيراميدز المصري، الذي سيُقام بنظام الذهاب والإياب يومي 24 مايو الجاري و1 يونيو المقبل.

بورتو

في البرتغال، لم تكن الأمور أكثر هدوءاً؛ فقد أقال بورتو مدربه فيتور برونو في يناير الماضي، بعد ستة أشهر فقط من توليه المهمة، بسبب النتائج المخيبة، وتولى الأرجنتيني مارتن أنسيلمي القيادة في توقيت صعب، يختبر فيه قدراته أمام نخبة أندية العالم، في فرصة قد تكون الأكبر في مشواره، ومن المفارقات اللافتة أن فيتور برونو، مدرب بورتو السابق، دخل مؤخراً ضمن دائرة المرشحين لتدريب الأهلي المصري، أي أن القدر قد يمنحه فرصة جديدة لخوض كأس العالم للأندية، لكن هذه المرة من بوابة الأهلي وليس بورتو.

بوروسيا دورتموند

أقال الفريق الألماني مدربه ونجمه السابق نوري شاهين في يناير الماضي، بعدما فشل في الصمود طويلاً أمام الضغوط وسوء النتائج، وجاء الكرواتي نيكو كوفاتش، صاحب الخبرة الطويلة، ليتولى المهمة قبل انطلاق كأس العالم للأندية.

يوفنتوس

النادي الإيطالي دخل هو الآخر دوامة التغيير قبل شهر، بعدما أقال تياغو موتا، الذي لم يتمكن من إنقاذ مشروعه مع البيانكونيري، وعين الكرواتي إيغور تيودور بدلاً منه.

ريد بل زالتسبورغ

استغنى النادي النمساوي عن الهولندي بيب ليندرز، مساعد كلوب السابق، في ديسمبر الماضي، بسبب تراجع المستوى، ليتولى الألماني توماس ليتش المهمة في واحدة من أصعب الفترات.

بوتافوغو

دخل النادي البرازيلي في سلسلة من الإقالات المربكة، بدأت بعد تأهله رسمياً إلى كأس العالم للأندية 2025، وبعد شهر فقط من القرعة، تمت إقالة المدرب البرتغالي أرتور جورجي، ليخلفه البرازيلي كارلوس ليريا، الذي لم يُكمل شهرين قبل أن يُقال هو الآخر، بعدها، تولى كلاوديو كاسابا المهمة بشكل مؤقت لمدة أسبوعين، قبل أن يستقر النادي على تعيين البرتغالي ريناتو بايفا لقيادة الفريق، في مرحلة لا تتعلق فقط بإعداد الخطط الفنية، بل بإعادة الثقة لفريق اهتز مراراً منذ إعلان مشاركته في البطولة.

بوكا جونيورز

في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، تلقى المدرب فرناندو غاغو صدمة مدوية بعد خسارة الكلاسيكو أمام ريفر بليت نهاية أبريل الماضي، وجاء قرار الإقالة من بوكا جونيورز سريعاً، تاركاً مقعداً شاغراً في نادٍ تنتظر جماهيره بفارغ الصبر إعلان هوية المدرب الجديد.

إقالة محتملة

ومن المحتمل أن يصبح الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدرب الخامس عشر في قائمة الإقالات، بعد اقتراب رحيله عن ريال مدريد، خاصة عقب الخروج من دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال وخسارة كأس الملك أمام الغريم برشلونة، إلى جانب احتلال الفريق حالياً المركز الثاني في سباق الدوري الإسباني، ومع ذلك، يبدو أن إدارة ريال مدريد تفضل انتظار نهاية الموسم من أجل إنهاء مشوار المدرب القدير صاحب التاريخ المميز مع النادي بطريقة تليق باسمه وتاريخه الحافل مع الفريق الملكي.