من خواطر الأمير سراج ( رأيتها عندي ) - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: من خواطر الأمير سراج ( رأيتها عندي ) - تليجراف الخليج اليوم الخميس 8 مايو 2025 04:07 صباحاً

مقال مرسل من الأمير سراج وهاج

بواسطة: الأمير سراج وهاج

مرحبا الأخوات والإخوة الطيبين
أتمنى أن يكون الجميع بخير
.
أمس الأثنين وبعد ايام عمل شاقه … قدمت على أجازة حتى يوم الجمعة القادم
وفي المساء كنت أرتب أوارقي على مكتبي في بيتي
وصادفت كراسة مذاكرتي القديمة التي كتبتها في القاهرة ….وفيها الكثير من خواطري
وقلبت الصفحات سريعاً … وعادت بي الذكريات لأيام أظنها لن تعود مرة أخرى … فمصر لم تعد مصرا …وقاهرتي أصبحت أسيرة لدى أصحاب البيادة من العسكر المحتلين لها
.
المهم
توقفت فجأة عند صفحة في أخر الدفتر ….وتذكرتها … تلك الفتاة الرقيقة … إيمان
كانت بيتها قريب من العيادة ربما يفصلنا 7 عمارات
كانت عيادتي في منطقة معظم سكانها من المسيحيين
وكانت المنطقة بها أكثر من ثلاث كنائس
.
وكانت أسرة إيمان ممن يراجعون عندي … وتربطنا علاقة صداقة
خاصة مع أخيها الكبير الذي كان يعمل موظف ( مأمور في مصلحة الضرائب ) وكان يساعدني في ملف الضرائب والمستحقات المفروضه وهكذا
.
وكنت أسأله عن أحوال اسرته كالعاده
وأخبرني أن إيمان تزوجت من صبري منذ عامين وتعيش معه في محافظته البعيده
.
كل ما كتبته الآن ليس مكتوب في دفتري ….,لكنه تذكرته
وأردت أن أمهد لكم …لماذا كتبت هذه الخاطره المؤلمة
.
كانت إيمان فتاة رقيقة جميلة مثل ما نشاهده في أفلام الكرتون
مثل أميرة الثلج أو سنو وايت والأقزام السبعه
.
المهم
بعد شهور قليلة …. وأنا في عيادتي وقبل أنصرافي
دخلت الممرضه ( نعمة ) …وأخبرتني أن هناك أحدى المراجعين
جاءت .
فطلبت دخولها ….وكانت هي إيمان
دخلت وفي يدها تذكرة الكشف ..ووضعتها أمام مكتبي
فقمت بسرعة أسلم عليها وأرحب بها
وسألتها عن أسرتها وأخيها صبري الذي لم أراه منذ شهور
فأخبرتني أنه بخير وباقي الأسرة
وعاتبتها لماذا قمتي بدفع الفيزته … وطلبت أن تردها وتسترد ما دفعته …ولكنها رفضت بشدة
.
كانت حزينة ووجها شاحب وكأنها كبرت عشرات السنين
.
سألتها … خير …بماذا تعاني وتشتكي … واين زوجك
فرأيت الحزن يطفوا على وجهها وكاد أن يطفيء باقي النور منه
.
وأخبرتني أنه لم يأتي معها … وهي عادت الى بيت أبيها منذ شهرين
وتركت له البيت ولن تعود
وحكت لي عن كم المشاكل الكبيرة …والتي حاولت أن تتكيف معها ولكنها عجزت عن الأستمرار ….وكان يأتي بخاطرها فكرة الأنتحار
.
وطلبت مني أن اكتب لها أقراص مهدئة أو منومة
فهي لاتستطيع شراءها إلا بوصفة طبية ( روشتة )
.
وقالت إن زوجها دمر حياتها وهي لاتستطيع أن تتخلص منه
فلا طلاق … وهي أهون عليها أن تموت ولاتعود له
وقد راجعت الكنسية … ولم تجد الحل
وطلبوا منها أن تصبر وتصبر ..
وقالوا لها إن اللجوء الى المحكمة المدنية للطلاق والزواج مرة أخرى غير معترف به من الكنيسة وتعتبر زانيه وتحرم من أسرار الكنيسة كالمناولة وغيرها
.
فقلت لها … الحبوب المهدئة والمنومة ليست الحل ..بل مزيد من الأرهاق والأجهاد العصبي والنفسي
.
فقالت لي … انا إمرأة …وأريد أن اعيش حياتي كاأنثى لها مشاعر ورغبات مشروعه مع رجل يحميني في اسرة سعيده
لماذا لا يجعلوني أبدأ من جديد .
لي صديقة مسلمة كانت حياتها جحيم مع زوجها وأطلقت وتزوجت رجل أخر جعلها تنسى أيام الشقاء وتعيش معه في سعاده وأنجبت منه طفل هو كل حياتها الأن مع زوجها
.
ولم أعرف أرد عليها وأقول لها ماذا تفعل ..فليس لها الصبر والدعاء
فقالت نفذ الصبر …وأنا دائماً أدعوا لليسوع ان يخلصني من هذا الكابوس والحلم المزعج … قبل أن أنهار واستسلم واعيش بحريه
لابد من حل …. قبل أن ….ولم تكمل
وقامت لترحل ..,وقالت أرجوك لا تخبر اخي صبري أنني جئت هنا
فقلت لها … أكيد ..لن أخبره
وقمت واعطيت لها تذكرة الكشف في يدها لتعيده …. وقلت لها
للأسف علاجك ليس عندي
.
وأغلقت العيادة …وعدت الى بيتي …ولم أستطيع النوم
وكتبت هذه الخاطرة
.
.
رأيتها عندي…
ولم أر جسدا، بل سؤالا حائرا
جلست أمامي
امرأة لا تشكو ألما في الجسد،
بل جسدا يموت كل يوم من فرط الصمت.
عينها زجاج…
لكن خلف الزجاج نار تخجل أن تصرخ
قالت لي بصوت لا يسمعه غيري:
“أنا لست خائنة، أنا فقط… أنثى تُعذّب باسم الفضيلة
زوجها تركها معلقة وكأنها قطعة أثاث
غاب عنها دون مبالاة منذ أعوام،
وتركها بلا حضن، بلا كلمة، بلا حياة.
هي لم تطلب رجلا ثانيا،
هي فقط كانت تريد أن تبقى إنسانة…تشعر أنها أنثى
لكن الكنيسة قالت: اصبري
والأقارب قالوا: عيب وحرام
والسماء صمتت… أو هكذا ظنت.
رفضت أن أعطيها أقراصا للنوم
هي لا تريد أن تنام
بل تريد أن تحيا دون أن تُدان
كل ليلة تموت قليلا .. وتقتل مشاعرها الدفينه
وتعيد ترتيب صبرها بيد مرتجف
لكنها أنثى
لكنها أنثى
تملك جسدا لا يفهم قوانين التحريم الطويل
وأسأل نفسي
لو أنها يوماً… سقطت
من المسؤول؟!!!!
هي؟
أم زوجها الذي غاب؟
أم دينها الذي لم يرحم طبيعتها؟
أم نحن، ….الأطباء
الذين نكتفي بتسكين الوجع ولا نغير سببه؟
أنا لا أبرر الزلل !!!
لكني أفهمه حين لا يترك للفضيلة نافذة

أنا الطبيب…
رأيت وجعا لا تداويه العقاقير
ليست كل العيون التي تأتي إلى عيادتي مريضة…
بعضها فقط أسيره طائفة تحرّم الطلاق وكسر القيود الأسيرة
تركوها في زنزانة الدين بلا حب… بلا دفء… بلا أمل
قالت لي
أنا لست خائنة… لكني أنثى… أُعذب باسم الصبر
تمضي الليالي وحيدة
تحضن وسادتها بدموع.. لا تغني عن لمسة حانية تحميها
فتطفئ شهوتها بالدعاء
وتهدئ ألمها بأقراص الأحلام والخيال
هي لا تريد خطيئة
بل فقط أن تحتضن دون أن تدان
أن تعيش دون أن تعاقب على كونها انثى لها أحاسيس
وأنا… أصغي لها.
لا كواعظ …ولا كقضٍ
بل كإنسان يرى الجراح التي لا تظهر في الأشعة
أفكر كثيرا
لو أنها يوما ضعفت وسقطت
من يحمل ذنبها
هي
أم دين أغلق الباب وتركها في مهب الريح
وجسدها يصرخ يطلب الشفاء ليهدأ
أنا لا أبرر الخطأ
لكنني أفهم أسبابه حين يغيب العدل
في قلبي حديث يردده ضميري ..
من سوف يلبي لها النداء

أخيرا
.
“اللهم لا تؤاخذ عبدًا ضاقت به النفس حتى اختنق،
واشتد عليه الجوع حتى سقط،
وضعف أمام فطرته التي خلقتها فيه
اللهم أنها أمتك الضعيفه البائسه …. أحميها واهديها وكن معها وانت أرحم الراحمين

شارك الخبر:

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق