نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كشمير.. لماذا تتصارع الهند وباكستان عليها منذ تقسيم البريطانيين - تليجراف الخليج اليوم الخميس 8 مايو 2025 11:35 صباحاً
في ساعات الفجر الأولى، دوّت أصوات الانفجارات في مناطق متفرقة من كشمير الخاضعة لباكستان، بعدما شنت الهند ما وصفته بـ"هجوم نوعي" على مواقع تصفها بـ"البنية التحتية للإرهاب". لم يكن الأمر جديدًا تمامًا، لكنه أطلق سلسلة تساؤلات مقلقة: هل نحن على أعتاب حرب شاملة بين دولتين نوويتين؟
ما زالت دماء 26 مدنيًا قُتلوا في الجزء الهندي من كشمير لم تجف بعد، بينما تتبادل نيودلهي وإسلام آباد الاتهامات، في مشهد يعيد إلى الأذهان سبعة عقود من التوترات.
جذور النزاع: عندما قسمت بريطانيا أرضًا غير قابلة للقسمة
تعود بداية الصراع إلى عام 1947، حين انسحبت الإمبراطورية البريطانية من الهند، وتركت خلفها مستعمرتين مستقلتين: باكستان ذات الأغلبية المسلمة، والهند ذات الأغلبية الهندوسية. كانت كشمير مملكة شبه مستقلة، يحكمها أمير هندوسي على رأس شعب أغلبيته مسلمة، مما جعل قرار الانضمام للهند يشعل أول حرب بين الجارتين.
انتهت الحرب الأولى بتقسيم فعلي لكشمير دون حسم سياسي، لتُزرع بذلك بذور صراع دائم.
حروب واشتباكات: تاريخ من الدماء والانقسامات
شهدت كشمير ثلاث حروب مباشرة بين الهند وباكستان، أعوام 1947 و1965 و1971، إضافة إلى عشرات المعارك والمناوشات المسلحة. منذ التسعينيات، اندلعت حركة تمرد مسلحة في الجزء الخاضع للهند، قادها مقاتلون يسعون إما لاستقلال الإقليم أو ضمه لباكستان.
لطالما اتهمت نيودلهي جارتها بدعم وتسليح الجماعات المسلحة، بينما ترفض إسلام آباد الاتهامات وتقول إنها تدعم فقط حقوق الكشميريين في تقرير مصيرهم.
كشمير اليوم: منطقة جميلة محاصرة بالعسكرة والدمار
رغم جمالها الطبيعي الخلاب، تُعتبر كشمير اليوم من أكثر المناطق عسكريةً في العالم. الجنود ينتشرون على طول الحدود، والطائرات المقاتلة تراقب السماء، والمدنيون يعيشون في ظل رعب دائم من القصف والاعتقالات والمداهمات.
في عام 2019، شهد الإقليم توترًا كبيرًا عقب هجوم مسلح أدى إلى أول غارة جوية هندية داخل أراضي باكستان منذ عقود، الأمر الذي كاد أن يشعل مواجهة شاملة.
التصعيد الأخير: انهيار هدوء هش يهدد بانفجار كبير
في عام 2021، توصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على طول خط السيطرة، ونجح ذلك في تهدئة الأوضاع نسبيًا. لكن خلال الأيام الأخيرة، عاد التوتر للواجهة، وسط تقارير عن إطلاق صواريخ وهجمات متبادلة، وتحذيرات من تفاقم الوضع.
المراقبون الدوليون يعربون عن قلقهم من إمكانية خروج النزاع عن السيطرة، خاصة مع امتلاك الدولتين للسلاح النووي، وغياب أي مبادرة حقيقية للسلام.
0 تعليق