متابعات- تليجراف الخليج

أعلنت السلطات السودانية مساء اليوم، أن الدفاعات الجوية تمكنت من التصدي لهجوم جديد شنته مسيّرات معادية فوق سماء مدينة بورتسودان، في تصعيد خطير يعكس استمرار العدوان السافر الذي تتعرض له البلاد.

وأفادت مصادر عسكرية رفيعة أن الدفاعات الجوية رصدت تحليق طائرات مسيّرة مجهولة الهوية فوق مناطق استراتيجية بمدينة بورتسودان، لتقوم على الفور بإطلاق مضاداتها الجوية والتعامل معها بكفاءة، مما أدى إلى إسقاط عدد من تلك الطائرات قبل أن تُلحق أي أضرار بالأهداف المدنية أو الحيوية في المدينة الساحلية.

استهداف متكرر لبورتسودان… ورسائل سياسية خلف الضربات

وتأتي هذه المحاولة الجديدة في أعقاب سلسلة هجمات بالطائرات المسيّرة شنتها مليشيا الدعم السريع المدعومة من دولة الإمارات، بحسب اتهامات متكررة من الحكومة السودانية ومن تقارير دولية، كان آخرها تقرير منظمة العفو الدولية الذي أكد استخدام أسلحة صينية متطورة، زوّدت بها الإمارات المليشيا، في خرق صارخ لحظر الأسلحة المفروض على السودان.

وتشير تحركات الطائرات المسيّرة فوق بورتسودان، وهي العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية، إلى محاولة واضحة لاستهداف مركز القرار السيادي ومؤسسات الدولة في شرق البلاد بعد فشل مليشيا الدعم السريع في السيطرة على العاصمة الخرطوم.

القوات المسلحة: مستعدون لأي تصعيد

وأكدت مصادر من داخل القوات المسلحة السودانية أن منظومات الدفاع الجوي في حالة استعداد دائم للتعامل مع أي تهديد جوي، وأن الجيش يراقب عن كثب تحركات المليشيا وداعميها الإقليميين.

وشددت القوات المسلحة على أن ما يحدث من محاولات استهداف متكررة لمدينة بورتسودان، لن يفت من عضد الدولة السودانية، ولن يؤثر على عزم الجيش في مواصلة المعركة حتى القضاء التام على التمرد.

مطالبات بتدخل دولي وإدانة صريحة

ويأتي هذا التصعيد بعد أن دعت وزارة الخارجية السودانية الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الإقليمية والدولية لعقد اجتماعات طارئة لبحث العدوان الإماراتي على السودان.

وأكد السفير حسين الأمين، وكيل وزارة الخارجية المكلف، أن السودان بعث برسائل رسمية إلى رؤساء الأمم المتحدة ومجلس الأمن تطالب بإدانة صريحة ووقف فوري للدعم العسكري الإماراتي الموجه للمليشيا المتمردة.

دعم إنساني مستمر رغم التهديدات

ورغم التهديدات الجوية المتكررة، أكدت مفوضية العون الإنساني أن الأوضاع الإنسانية في بورتسودان ما تزال مستقرة، وأن حركة المساعدات الإغاثية تسير بصورة طبيعية إلى مختلف ولايات السودان.

كما شددت الأمم المتحدة على استمرار عمل وكالاتها من داخل مدينة بورتسودان، وتقديم الدعم اللازم للمتضررين من النزاع، في ظل بيئة أمنية تزداد هشاشة.

الحكومة السودانية: العدوان الإماراتي مفضوح وسنلاحقه بالوثائق

في السياق، أكدت الحكومة السودانية أنها تملك أدلة موثقة على الدعم العسكري الإماراتي للمليشيا، من بينها صور ومقاطع فيديو لتحركات الأسلحة الحديثة التي تم تهريبها إلى السودان، مؤكدة أنها ستلاحق الجهات المتورطة دوليًا وستصعّد الملف في أروقة القانون الدولي.

وأكدت الخارجية السودانية أن الصمت الدولي تجاه هذا العدوان غير المبرر يشكل تقاعسًا عن حماية المدنيين، ويعطي الضوء الأخضر للمزيد من الانتهاكات.