في جماعة يرأسها "برلماني".. كلاب "صباح" تفترس طفلا في سن الزهور حتى الموت والساكنة تثور في وجه المسؤولين - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: في جماعة يرأسها "برلماني".. كلاب "صباح" تفترس طفلا في سن الزهور حتى الموت والساكنة تثور في وجه المسؤولين - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 9 مايو 2025 09:23 مساءً

شهدت قروية "صباح"، ضواحي مدينة الصخيرات، أمس الخميس، احتجاجات غاضبة وغير مسبوقة، نظمتها ساكنة المنطقة أمام مقر الجماعة، عقب وفاة مأساوية للطفل زكرياء، ذي العشر سنوات، الذي قضى نحبه إثر هجوم مروع من طرف كلاب ضالة، بعدما استفردت به في مكان خالٍ قرب حي السلام، حيث حل رفقة أسرته لتقديم واجب العزاء.

الواقعة، التي هزت الرأي العام المحلي بل وحتى الوطني وأغرقت "القرية" في جو من الرعب والذهول، فجّرت موجة من الغضب العارم تجاه الوضع الكارثي الذي تعيشه "صباح"، خاصة في ظل تنامي ظاهرة الكلاب الضالة التي باتت تهدد حياة المواطنين، وسط صمت وتجاهل مريب من المسؤولين.

السكان حمّلوا المسؤولية الكاملة للسلطات المحلية والمجلس الجماعي الذي يرأسه البرلماني "محمد الهلالي" عن حزب الأصالة والمعاصرة للولاية الثانية على التوالي، والذي لم يفلح وفق رواية عدد من السكان في تغيير واقع الجماعة التي لا تزال غارقة في التهميش والإقصاء، إلى درجة أن الزائر قد يظن عند ولوجها أنه دخل منطقة منسية توقف فيها عقارب الزمن عن الدوران منذ عقود، حيث تنعدم فيها أبسط مقومات العيش الكريم.

هذه الفاجعة الدامية لم تكن سوى حلقة جديدة من مسلسل "رعب مستمر"، بعد أن تحولت شوارع الجماعة، خصوصًا بمحيط السوق الأسبوعي وحي السلام، إلى مسرح مفتوح لهجمات الكلاب المتوحشة، التي لم تعد تفرّق بين حمار وطفل، وهو ما أكدته شهادات مروعة لأحد السكان الذي تحدث عن حادث افتراس حمار بالكامل قبل أسابيع على يد قطيع من الكلاب الجائعة.

ويرى متابعون أن فاجعة الطفل "زكرياء" جاءت نتيجة مباشرة للارتباك الكبير الذي واكب عملية إعادة إيواء قاطني دور الصفيح، حيث تم تهجير مئات الأسر نحو مدينة الصخيرات المجاورة، دون أن تُؤخذ في الحسبان التبعات الأمنية والاجتماعية لهذه الخطوة، وفي مقدمتها تشريد أعداد هائلة من الكلاب التي فقدت ملجأها ومصدر عيشها، ما جعلها تتحول إلى خطر داهم يترصد المواطنين في كل مكان.

أمام هذا الوضع المتفجر، لم تجد أسرة الطفل الضحية بُدًّا من اللجوء إلى القضاء، إذ أفادت مصادر متطابقة أن العائلة تعتزم رفع دعوى قضائية ضد جماعة صباح القروية، محمّلة إياها مسؤولية الإهمال والتقاعس الذي تسبب في إزهاق روح فلذة كبدها، خاصة أن حالات عديدة مشابهة انتصر فيها القضاء المغربي للضحايا، لعل آخرها حكم صادر عن إدارية الرباط، قضى بتأييد حكم ابتدائي يُلزم جماعة الدار البيضاء بدفع تعويض مالي قدره 50 ألف درهم، لفائدة سيدة تعرضت لهجوم عنيف من كلاب ضالة بمنطقة ليساسفة خلال غشت 2023.

السيدة، التي كانت متوجهة إلى عملها، فوجئت بكلاب شرسة تهاجمها، ما أسفر عن إصابات جسدية ونفسية لا تزال تعاني منها. وقد حمّلت الضحية المسؤولية للمجلس الجماعي، بمعية ولاية جهة الدار البيضاء سطات، وشركة "الدار البيضاء للبيئة"، متهمة إياهم بالتقصير في التعامل مع ظاهرة الكلاب الضالة رغم الميزانيات المرصودة.

في المقابل، حاولت الجماعة التنصل من المسؤولية بدعوى أن الكلاب مملوكة لأشخاص، غير أن المحكمة رفضت هذا الدفع وأكدت أن مسؤولية الجماعة ثابتة في إطار اختصاصها المتعلق بالسلامة العامة.

وبالعودة إلى حادث الطفل "زكرياء"، استنكرت فعاليات محلية عديدة كيف يُسمح لهذه الكلاب الضالة بقتل البشر على مرأى ومسمع السلطات؟ مستغربة استمرار العمل بقرار منع قتل الكلاب الضالة، الذي يُرفع كيافطة إنسانية فارغة بينما تُترك أرواح الأبرياء فريسة سهلة لأنياب الجوع والموت؟ قبل أن تشدد على أن قرار منع إبادة الكلاب الضالة لابد أن يصاحبه بديل واقعي كفيل بحماية حياة المواطنين.

كما شددت ذات الأصوات الغاضبة على أن ما وقع في جماعة صباح ليس حادثًا معزولًا، بل ناقوس خطر يقرع بعنف، مشيرة إلى أن المسؤولين مطالبين بالتحرك على عجل قبل أن يتكرر نفس السيناريو في مكان آخر، ومع ضحية جديدة، مشددة على أن دماء الأطفال ليست ماء، وصبر السكان بدأ ينفد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق