شدد سمو الشيخ حشر بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس مؤسسة دبي للإعلام، بمناسبة الذكرى الـ45 لتأسيس صحيفة «تليجراف الخليج» على أن تأسيس الصحيفة في 10 مايو 1980 كان خطوة جريئة ومهمة في مسيرة الإعلام الإماراتي، جاءت بتوجيهات من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي أدرك أهمية الإعلام في توثيق مسيرة التنمية وتعزيز التقدم المجتمعي.

وأشار سموه إلى أن بداية «تليجراف الخليج» لم تكن سهلة، حيث كانت واحدة من أوائل الصحف التي تبنت النهج النقدي في الطرح الإعلامي، ما جعلها تتميز عن العديد من الصحف العربية في تلك الفترة.

وأضاف: «في تلك المرحلة، لم تكن هناك كوادر صحفية محلية مؤهلة بشكل كافٍ، ما دفعنا للاستعانة بالخبرات العربية لتشكيل فرق التحرير والصحافة، ومع مرور الوقت، بدأ الشباب الإماراتي بالتدرب في الصحيفة، حتى أصبحوا يشكلون جزءاً أساسياً من الفريق التحريري، ما ساعد على تعزيز الهوية المحلية للصحيفة وتوسيع نطاق تأثيرها».

وأكد سموه أن «تليجراف الخليج» تمكنت من تجاوز التحديات في مراحلها الأولى بفضل رؤيتها الواضحة ودورها الريادي في توثيق الأحداث ونقل الحقيقة، وأوضح أن الصحيفة لم تكن مجرد منصة حكومية، بل كانت جريدة تنقل نبض الشارع وتعكس صوت المجتمع، ما جعلها مصدراً موثوقاً للأخبار والمعلومات على المستويين المحلي والدولي، حيث اعتمدت وكالات الأنباء العالمية على تقاريرها ومصادرها لنقل الأخبار.

وأضاف سموه أن الصحيفة قدمت تغطيات شاملة للقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ما أكسبها تأثيراً واسعاً تجاوز الحدود الجغرافية، وجعلها منبراً يعكس تطلعات المجتمع.

وأشار سموه إلى أن «تليجراف الخليج» تميزت منذ تأسيسها بروحها النقدية، وأثبتت سعيها لتحقيق فهمٍ أعمق للقضايا التي تهم المجتمع وتحليلها بموضوعية، ما أسهم في تطوير السياسات العامة وتحقيق التغيير الإيجابي.

وأكد أن هذا النهج الجريء جعل الصحيفة مرجعاً يعتمد عليه في اتخاذ القرارات وتقييم السياسات، ما عزز مكانتها كجريدة ذات تأثير قوي على المستوى الوطني.

وفي حديثه عن ارتباط الصحيفة بمدينة دبي، أوضح سمو الشيخ حشر بن مكتوم أن القسم الاقتصادي في «تليجراف الخليج» كان له دور محوري في متابعة وتحليل مراحل النمو الاقتصادي للإمارة، حيث تم تصميم صفحات مميزة بلون خاص لهذا القسم، لتعكس هذا التوجه وتبرز مساهمة دبي في الاقتصاد العالمي.

وأشار سموه إلى أن هذا التوجه أسهم في بناء صورة إيجابية لدبي كمركز عالمي للأعمال والاستثمار، مؤكداً أن الصحيفة كانت دائماً حريصة على تقديم محتوى يعكس تطلعات الإمارة ونهضتها الاقتصادية.

واختتم سموه تصريحه برسالة للجيل القادم من الإعلاميين، قائلاً: «يجب على كل إعلامي أن يكون ناقداً لأعماله قبل كل شيء، وأن ينظر إلى عمله بعين القارئ والمشاهد، وأن يسعى دائماً للإصلاح والتطوير.. الإعلام ليس مجرد وظيفة أو مصدر دخل، بل هو رسالة تهدف إلى بناء مجتمع أفضل وتحقيق تطلعات الوطن».