لا تعدّ انتخابات بلدية زحلة كسائر مناطق البقاع، نظراً لاهمية المدينة في الحسابات السياسية على المستوى الوطني لا البقاعي فحسب. لذلك تستمر المحاولات لترتيب تحالفات لم تتضح لغاية الآن، رغم تأليف لائحتين تتنافسان بشدّة، وتحاول احدهما: لائحة رئيس البلدية الحالي اسعد زغيب جذب الأصوات الشيعية والسنّية، لتأمين فوزها ضد لائحة يدعمها حزب القوات.

ويتحدث زحليون عن ان توليف اللائحتين رافقه التسرّع عند الفريقين:

١- القواتيون لم يكترثوا لرأي أي فريق سياسي آخر، ولم يتفقوا مع رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، بسبب اسماء المرشحين، فإنسحبت من مشروع التحالف مع القوات، علماً انها كانت بصدد الاتفاق سابقاً مع التيار الوطني الحر والنائب السابق سيزار معلوف حول تأليف لائحة ثالثة، كانت ستحظى بدعم شيعي وسنّي ايضاً.

٢- اعلن زغيب عن لائحته بدعم واضح من النائب ميشال ضاهر وحزب الكتائب، ولم يعر الاهتمام لرأي سكاف و معلوف ولا التيار الوطني الحر. رغم ذلك، طلب زغيب دعمهم، فتجاوب معه معلوف فقط، لأسباب يرجّح ان تكون نتيجة توتر علاقاته مع "القوات". بينما تستكمل سكاف دراسة قرارها مع التيار الوطني الحر، لإعلان موقف في اليومين المقبلين، بعدما جرى إبعادهما عن اللائحتين.

واذا كانت المعركة بأبعاد سياسية مُعلنة، فإن هناك ملفات تتحكم بتوجهات ناخبي مدينة زحلة، كما يقول المواطنون الزحليون خلال اجتماعاتهم اليومية:

فتح النقاش حول مستقبل المدينة، انطلاقا من المخطط التوجيهي – أو ما يُعرف بالـ Zoning – الذي أعدّه رئيس البلدية الحالي. يقولون " ان هذا المخطط، الذي كلّف بلدية زحلة حوالى 300 مليون ليرة لبنانية، أي ما يعادل 200 ألف دولار في حينه، أعدّته شركة خاصة بموجب تكليف مباشر من زغيب. إلا أن نتائجه، ادّت إلى تخفيف كبير في الاستثمار العام للأراضي، الأمر الذي تسبب بارتفاع هائل في أسعار الشقق، مما ترك اثرا سلبياً على الجيل الصاعد، وأدى إلى جمود في سوق التطوير العقاري، وبالتالي خسارة فرص عمل كان يمكن أن تُنشئ دينامية اقتصادية في زحلة".

كما يتحدث زحليون "عن تغيير تصنيف منطقة واسعة من سهل المعلّقة قرب الفرزل، وتحويلها إلى منطقة صناعات غذائية"، وهو ما طرح علامات استفهام حول مستفيدين من هكذا قرار.

ويدور النقاش ايضاً حول مساعي جذب الأصوات الشيعية للاقتراع لصالح لائحة زغيب، لكن المعلومات تتحدث عن ترقب شيعي لقرار التيار الوطني الحر وسكاف تحديداً، خصوصاً ان زغيب كان قد برّر المخطط التوجيهي سابقاً بأنه يهدف إلى الحد من الامتداد الشيعي داخل زحلة، بينما هو وداعمو لائحته يسعون إلى إقناع الثنائي الشيعي بالاقتراع لصالح لائحته.

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن مالكي عقارات منطقة التويتة، وغالبيتهم من الطائفة الشيعية، قد قدّموا اعتراضاً خطياً على المخطط، بجهد من النائب رامي أبو حمدان، وسُجّل تحت رقم 89262، بموازاة اعتراض نائبي زحلة جورج عقيص وإلياس اسطفان ايضاً. مما يعني ان اي قرار شيعي بالاقتراع لصالح لائحة زغيب سيكون قراراً سياسياً لا غير.

وبإنتظار بت مواقف سكاف والتيار والوطني الحر، وتحديد توجهات الناخبين الشيعة والسنّة في زحلة، ستبقى انتخابات بلديتها خاضعة لنقاش سجالي بين الزحليين، إنمائي محلّي عنوانه اثار المخطط التوجيهي او ضرورة التوجه لاختيار جسم بلدي جديد بعد ٢٧ سنة من عمل زغيب البلدي، وسياسي يتجاوز المدينة حول من سيتحكّم ببلدية زحلة.