عبدالله بن زايد يجري اتصالين مع نظيريه الهندي والباكستاني

سموه: الإمارات تدعم جهود البلدين الرامية إلى تعزيز السلام والنماء

بعد أربعة أيام من تبادل الهجمات والقصف المدفعي والمسير على جانبي الحدود، جنحت الهند وباكستان للسلم بإعلانهما وقفاً كاملاً وفورياً لإطلاق النار، فيما رحبت دولة الإمارات بالخطوة معربة عن أملها في أن تسهم بتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة جنوب آسيا.

وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس: إن الهند وباكستان وافقتا على وقف كامل وفوري لإطلاق النار، بعد هجمات متبادلة على منشآت عسكرية على مدار 4 أيام.

وكتب ترامب في منشور على موقع «تروث سوشال»: «بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان وافقتا على وقف كامل وفوري لإطلاق النار.. هنيئاً للبلدين على استخدامهما المنطق السليم والذكاء المبهر».

كما أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثفة أجراها هو ونائب الرئيس جاي دي فانس، مع رئيسي الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والباكستاني شهباز شريف، ومسؤولين كبار آخرين.

وقال روبيو عبر منصة «إكس»: «يسعدني أن أعلن أن حكومتي الهند وباكستان اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار، وبدء محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا في مكان محايد.. نشيد بالحكمة والحذر والحنكة السياسية التي تحلى بها رئيسا الوزراء مودي وشريف باختيارهما مسار السلام».

وصرح وزير الخارجية الباكستاني، إسحق دار، بأن البلدين اتفقا على وقف إطلاق النار بأثر فوري، مضيفاً: «باكستان تسعى دوماً لإرساء السلام والأمن في المنطقة دون المساس بسيادتها وسلامة أراضيها».

وأضاف: «هذا ليس اتفاقاً جزئياً بل تفاهم كامل لوقف إطلاق النار بين البلدين».

ولفت دار، إلى أن المملكة العربية السعودية وتركيا لعبتا دوراً مهماً في تسهيل الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في الرابعة والنصف عصراً بالتوقيت المحلي.

وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، استعداد إسلام أباد للانخراط في دبلوماسية بناءة وحوار شامل مع الهند والسعي إلى حل جميع القضايا، مشددة على ضرورة أن يؤدي المجتمع الدولي أيضاً دوره في منع تفاقم التصعيد.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الهندية، إن رئيس العمليات العسكرية الباكستانية اتصل بنظيره الهندي وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين، مشيرة إلى أن الرجلين سيتحدثان مجدداً غداً الاثنين.

وفيما قالت 4 مصادر حكومية بالهند، إن معاهدة مياه نهر السند بين الهند وباكستان لا تزال معلقة، رغم توصل البلدين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ذكر مصدران حكوميان، أن كل التدابير التي اتخذتها الهند ضد باكستان في أعقاب هجوم 22 أبريل لا تزال سارية بما في ذلك التجارة والتأشيرات.

وأوضح مصدر حكومي في نيودلهي، أنه تم التوصل إلى الاتفاق بعد تفاوض مباشر بين الهند وباكستان، مشيراً إلى أن البلدين الجارين لم يخططا لمناقشة أي شيء آخر غير وقف إطلاق النار.

ترحيب

وفي أول رد فعل دولي على الإعلان، رحب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، بإعلان وقف إطلاق النار بين جمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية، معرباً عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة جنوب آسيا.

وأشاد سموه بالجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في هذا الصدد، كما أثنى سموه على مساعي البلدين للتوصل إلى هذا الاتفاق، مؤكداً ثقته في حرص البلدين وحكمتهما في الالتزام بوقف إطلاق النار بشكل دائم، بما يعود بالنفع على البلدين والمنطقة.

وأكد سموه العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط دولة الإمارات بكل من جمهورية الهند، وجمهورية باكستان الإسلامية. كما أكد سموه أن الدبلوماسية والحوار هما الوسيلة المثلى لبناء جسور الثقة وإحلال سلام دائم يحقق تطلعات شعبي البلدين الصديقين في الاستقرار والتنمية والازدهار.

كما أجرى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، اتصالين هاتفيين بكل من الدكتور سوبرامنيام جايشانكار، وزير الشؤون الخارجية في جمهورية الهند الصديقة، ومحمد إسحق دار، نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية في جمهورية باكستان الإسلامية الصديقة، أشاد خلالهما بحكمة الجانبين في وقف إطلاق النار بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين ومنطقة جنوب آسيا.

وأعرب سموه عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أكد سموه على العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط دولة الإمارات بكل من جمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية.

وأكد سموه أن دولة الإمارات التي تربطها علاقات وطيدة وتاريخية بالبلدين تدعم جهودهما الرامية إلى تعزيز السلام والنماء، مشدداً على أهمية الحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات والنزاعات وتعزيز العلاقة بين البلدين الصديقين.

تفاؤل

كما رحبت المملكة العربية السعودية، بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان. وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان، عن ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، معربة عن تفاؤلها في أن يفضي هذا الاتفاق إلى استعادة الأمن والسلم في المنطقة.

وأشادت المملكة بتغليب الطرفين للحكمة وضبط النفس، مجددة دعمها لحل الخلافات بالحوار والسبل السلمية، انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار، وبما يحقق السلام والازدهار للبلدين ولشعبيهما.

ورحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، بإعلان وقف إطلاق النار الفوري بين الهند وباكستان، معرباً عن أمله في أن يسهم هذا الاتفاق في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة جنوب آسيا.

وأكد البديوي، في بيان، دعم مجلس التعاون، للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تهدئة التوترات بين البلدين، مشدداً على أهمية اللجوء إلى الحوار والدبلوماسية لحل النزاعات.وأعرب البديوي، عن تطلعاته، بأن يكون هذا الاتفاق خطوة نحو حل شامل للنزاع بين البلدين، بما يضمن السلام والأمن الدائم لشعوبهم.

بدوره، ثمّن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اتفاق وقف إطلاق النار، آملاً أن يؤدي إلى سلام دائم.

وقال الناطق باسم غوتيريش في بيان، إن الأمين العام يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان كإجراء إيجابي نحو نهاية الأعمال العدائية الراهنة وخفض التوترات، ويأمل أن يسهم هذا الاتفاق في سلام دائم، ويوفر أجواء ملائمة لتسوية مشاكل قديمة العهد وأكبر بين البلدين.

خطوة مهمة

ورحبت مصر بالإعلان عن وقف إطلاق النار وخفض التصعيد، وأكدت وفق بيان صادر عن الخارجية، أن هذا التطور الإيجابي خطوة مهمة نحو تحقيق التهدئة المطلوبة وعلى نحو يدعم الأمن والاستقرار في منطقة جنوب آسيا، مضيفة: «تتطلع مصر إلى أن تشهد الفترة المقبلة التزام الطرفين باتفاق وقف إطلاق النار وأن يسهم في بناء الثقة المتبادلة بين البلدين، ويحقق تطلعات الشعبين الهندي والباكستاني في تحقيق السلام والرخاء والتنمية».

فتح مجال

وفور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، أعلنت باكستان فتح مجالها الجوي بالكامل أمام جميع أنواع الطائرات المدنية والحربية.

وذكر ناطق باسم هيئة المطارات الباكستانية، أن المجال الجوي الباكستاني تمت إعادة فتحه أمام جميع أنواع الطائرات، قائلاً: «جميع المطارات متاحة للرحلات الجوية المنتظمة».

وام - وكالات