نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: إدارات مدرسية تطلق مبادرات لدعم الأداء الأكاديمي للطلبة «المتعثرين» - تليجراف الخليج اليوم الأحد 11 مايو 2025 03:08 صباحاً
أفاد تربويون بأن تحسين أداء الطلبة المتعثرين يتطلب مقاربات شاملة ومبتكرة، تتجاوز الأساليب التقليدية، وتعتمد على مبادرات متكاملة تستهدف الجوانب الأكاديمية والنفسية والاجتماعية للطالب، مؤكدين أن المرحلة المقبلة تتطلب إطلاق برامج نوعية قابلة للتنفيذ داخل البيئة المدرسية، وتركز على التمكين الفردي، وإشراك الأسرة، والاستفادة من التقنية الحديثة بما يخلق مناخاً تربوياً داعماً ومحفزاً على النمو والتعلّم.
وقالت سعاد أبو حرب، مديرة مدرسة دبي الوطنية، إن المدرسة أطلقت مبادرة «الصديق المساعد» بهدف تعزيز التفوق الدراسي والتعاون النوعي بين الطلاب، وتقوم فكرتها على مساعدة الطلبة المتفوقين في الفصول الدراسية لزملائهم المتعثرين دراسياً، سواء عبر جلسات حضورية أو عبر الإنترنت، بإشراف معلمي المواد ومشرفين مختصين، في وقت أضافت فيه أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز التعلم المتبادل، وتمكين الطلبة المتفوقين من أداء دور المعلمين في شرح المفاهيم الدراسية بطريقة مبسطة، ما يساهم في ترسيخ المعلومات لدى الجميع.
وأكدت أن الطلبة المشاركين في المبادرة، يتم تحفيزهم عبر منح نقاط إضافية لهم في نهاية العام، كما أن «الصديق المساعد» حظيت بقبول واسع من الطلبة وأولياء الأمور، لما تسهم به في تعزيز روح التعاون والانتماء إلى المدرسة، متوقعة أن تحقق نتائج إيجابية على صعيد تحسين أداء الطلبة وتعزيز بيئة تعليمية قائمة على المجتمع والمشاركة.
وأضافت أن المدرسة نظمت ورشاً للطلبة لتعريفهم بآليات المشاركة في المبادرة، وإعدادهم للقيام بأدوارهم بفاعلية، مؤكدة أن هذه اللقاءات التفاعلية ساعدت في نشر ثقافة المبادرة وتحفيز الطلبة على الالتزام بروح العمل الجماعي والمسؤولية الاجتماعية.
وأكدت الدكتورة رانيا مدحت، الخبيرة التربوية، أن التقييمات الداخلية لم تعد مجرد أداة لقياس الأداء، بل تحولت إلى وسيلة فاعلة لتشخيص واقع الطلبة وبناء خطط علاجية فردية تسهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي لهم. وقالت إن التقييم هو بداية لوضع حلول واقعية تناسب قدرات كل طالب وتمنحه فرصة للنمو الأكاديمي.
3 مسارات
وأوضحت أن هناك 3 مسارات علاجية رئيسية تنبثق من نتائج التقييم، أولها خطة الفاقد التعليمي التي تركز على ما لم يكتسبه الطالب خلال العام الجاري، وخطة المهارات التراكمية لمعالجة فجوات متراكمة من سنوات سابقة، وأخيراً خطة مهارات السنة الحالية التي تستهدف تطوير أداء الطالب في المفاهيم الدراسية الجارية.
وأشارت إلى أن كل خطة تتطلب نوعاً مختلفاً من التدخل ومدى زمنياً مناسباً.
وشددت الدكتورة رانيا مدحت على ضرورة توظيف استراتيجيات تعليمية مبتكرة ضمن هذه الخطط، مثل برامج CoRT، وTRIZ، وSCAMPER، وبرنامج بيردو للإبداع، والتي تعزز التفكير النقدي وتحفز الطلبة على التعلم بطرق غير تقليدية، مؤكدة أن بناء بيئة تعليمية عادلة يبدأ من التقييم الدقيق وينتهي بتحصيل واعٍ، «ومن خلال خطط مدروسة وأساليب محفزة يمكننا مساندة كل طالب لعبور التحديات بثقة واقتدار».
من جهتها، قالت ميساء العبدالله، الخبيرة التربوية والنفسية الدكتورة، إن الطالب المتعثر لا يعاني دائماً من ضعف في الفهم أو نقص في القدرات العقلية، بل قد يكون السبب عائداً إلى ضغوط نفسية غير مرئية، كالتوتر الأسري، أو ضعف الثقة بالنفس، أو الشعور بالإقصاء داخل الفصل، مؤكدة على أهمية تحويل المدارس إلى بيئات صحية نفسياً، حيث يمكن للطالب أن يشعر بالأمان والدعم بعيداً عن الإحباط أو المقارنة الدائمة.
وتقترح العبدالله تخصيص حصص أسبوعية ثابتة تُدرج ضمن الجدول الدراسي تحت مسمى «جلسة دعم نفسي»، تُنفذ بواسطة المرشدين التربويين أو الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين، وتتضمن أنشطة حوارية، وورشاً بسيطة، وتمارين استرخاء، تساعد الطالب على التعبير عن مشاعره وتعزيز وعيه بذاته، حيث إن الطالب إذا شعر بأنه مسموع ومفهوم، فإن ذلك سينعكس مباشرة على أدائه الأكاديمي.
واقترح الدكتور محمد فتح الباب، الخبير التربوي، تصميم وحدات تعليمية رقمية مخصصة للمتعثرين، تتضمن شروحات مرئية، واختبارات إلكترونية تكيفية، وألعاباً تعليمية تعزز الفهم بطرق ممتعة. كما دعا إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في تتبع أداء الطالب وتقديم تغذية راجعة فورية تساعده على التطور الذاتي.
وأضاف أن التقنية، إذا ما استُخدمت بذكاء، فيمكن أن تكون المعلم الصامت الذي لا يُرهق الطالب ولا يُحرجه.
ولفت إلى أنه يطبق خطة لكل متعلم، حيث يؤمن أن كل طالب هو حالة تربوية فريدة تستحق التعامل معها بشكل فردي، ويؤكد أن التعليم الجماعي لا يمكن أن يُنقذ الجميع، خصوصاً أولئك الذين يواجهون صعوبات أكاديمية متراكمة.
ويقترح إعداد خطة تعليمية فردية لكل طالب متعثر، تبدأ بتقييم تشخيصي دقيق لمستواه، ثم تُبنى عليها حصص دعم فردية أو شبه جماعية، بإشراف معلمين مختصين، مضيفاً أن نجاح هذه المبادرة يعتمد على التعاون بين المعلم والمرشد الأكاديمي والأسرة، في وقت أشار فيه إلى أهمية وجود ملف متابعة دوري يرصد تقدم الطالب، ويسجل نقاط القوة والضعف، ليتم تطوير الخطة باستمرار.
وقال فتح الباب إن الأسرة شريك في التعلم، وإن الكثير من خطط دعم المتعثرين قد تفشل لأنها تُنفذ داخل أسوار المدرسة فقط، بينما البيئة الأسرية غائبة تماماً عن المعادلة.
0 تعليق