تهديدات إسرائيل بضربات جديدة تثير قلق اليمنيين - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: تهديدات إسرائيل بضربات جديدة تثير قلق اليمنيين - تليجراف الخليج اليوم الأحد 11 مايو 2025 04:41 صباحاً

أثارت التهديدات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين، بإمكانية شن ضربات جديدة على مناطق سيطرة جماعة الحوثيين في اليمن، موجة واسعة من القلق والمخاوف لدى أوساط المدنيين اليمنيين.

وتأتي هذه التهديدات بعد إطلاق الجماعة صاروخًا جديدًا باتجاه الأراضي الإسرائيلية، أمس الجمعة، ما اعتبرته تل أبيب سببًا كافيًا لتصعيد عملياتها العسكرية في اليمن.

وكانت إسرائيل قد نفّذت قبل أيام ضربات عسكرية استهدفت مواقع متعددة في مناطق سيطرة الحوثيين، شملت ميناءي الحديدة ورأس عيسى، ومصنعي الإسمنت في عمران وباجل، بالإضافة إلى مطار صنعاء الدولي، وثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، ومحطتين لتوليد الطاقة الكهربائية في حزيز وذهبان.

وتسببت هذه الضربات في دمار كبير بالبنية التحتية المدنية، وأثارت حالة من الاستياء بين السكان، الذين يرون أنهم الضحية الأولى لهذه العمليات، بينما تبقى القيادات الحوثية بعيدة عن دائرة الاستهداف.

قناعة سائدة: العقاب الجماعي للمدنيين

رغم الترحيب الذي أبداه بعض السكان في مناطق سيطرة الحوثيين إزاء الاتفاق الأخير بين الجماعة والولايات المتحدة، والذي توقف بموجبه الطرفان عن تنفيذ ضربات عسكرية متبادلة، إلا أن حجم الدمار الناتج عن الغارات الإسرائيلية الأخيرة أثار مخاوف حقيقية من استمرار تدمير ما تبقى من البنية التحتية الأساسية، وحرمان السكان من الخدمات الأساسية، دون محاسبة المسؤولين عن التصعيد.

وأكد "محسن"، وهو موظف حكومي يعمل في العاصمة صنعاء، أن مشاهد الدمار التي خلفتها الضربات الإسرائيلية على مطار صنعاء كانت مرعبة، وشكّلت حالة من الرعب بين المواطنين.

ولفت إلى أن استهداف الموانئ والمصانع والمنشآت المدنية شكّل قناعة راسخة لدى غالبية السكان بأن إسرائيل لا تستهدف قادة الحوثيين أو معاقلهم، بل تعاقب المدنيين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.

كما لاحظ محسن أن الضربات الإسرائيلية تختلف تمامًا عن الضربات الأمريكية السابقة، التي كانت تركز على استهداف مخابئ القيادات الحوثية ومعسكراتهم ومراكز الاتصالات العسكرية، بينما ظل المدنيون ومرافقهم العامة بعيدة نسبيًّا عن خطورة الاستهداف المباشر.

آثار إنسانية وخسائر اقتصادية

بدوره، أعرب "عبد الله"، وهو معلم في إحدى المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عن تضامنه مع وجهة النظر هذه، مشيرًا إلى أن الضربات الأمريكية كانت لها تأثيرات ردعية على الجماعة، وجعلت قياداتها تختفي وتتوارى عن الأنظار، كما أنها استهدفت مواقع عسكرية بشكل أساسي، رغم وجود بعض الأخطاء التي أدت إلى تضرر مدنيين هنا وهناك.

وتساءل المعلم عن الفائدة التي تحققها إسرائيل من تدمير مطار صنعاء والطائرات الموجودة فيه، مؤكدًا أن هذا الدمار لن يؤثر على الحوثيين، بل على آلاف المدنيين الذين يحتاجون التنقل عبر المطار لأغراض مختلفة مثل العلاج والتعليم والعمل، موضحًا أن السفر أصبح الآن أكثر صعوبة، ويُلزمهم برحلة طويلة إلى مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًّا.

كما أشار إلى أن تدمير مصنعي الإسمنت في باجل وعمران يعني فقدان مئات الأسر لمصادر دخلها الرئيسية، ما سيدفعها نحو الانضمام إلى طوابير الفقر والبطالة التي تعاني منها البلاد، بينما تبقى قيادات الجماعة بعيدة عن أي تأثير حقيقي، وتعيش في ظروف تبدو مريحة مقارنة بمعاناة الشعب.

الحوثيون يستغلون الوضع لإضعاف المعارضة

من جانبه، أكّد محلل سياسي يقيم في مناطق سيطرة الحوثيين، ورفض ذكر اسمه خشية الاعتقال، أن النهج الذي تتبعه إسرائيل في ضرب منشآت مدنية يخدم في الواقع القيادة الحوثية، حيث يستغلون ذلك لتصوير أنفسهم كقوى مقاومة تدافع عن القضية الفلسطينية، وتواجه الهجوم الإسرائيلي نيابة عن الشعب اليمني.

وقال المحلل إن الحوثيين يمتلكون القدرة على استغلال انتشار الجهل والفقر وغياب التعليم في المناطق التي يسيطرون عليها، من خلال استخدام المساجد والإعلام المحلي لنشر خطاب تعبوي مليء بالبطولات الزائفة، ويميل إلى المبالغة في وصف نتائج الصواريخ أو الطائرات المُسيَّرة التي يطلقونها، حتى وإن تم اعتراضها وتدميرها قبل الوصول إلى أهدافها.

وأضاف أن اليمنيين ورثوا عبر العقود الماضية خطابًا ثوريًّا تعبويًّا من مختلف التيارات السياسية، سواء من اليسار أو من جماعة الإخوان المسلمين، وقد تم ترسيخ هذا الخطاب عبر المدارس والمساجد والإعلام الرسمي، خاصة مع ارتفاع معدلات الأمية في السنوات الأخيرة، والتي بلغت 67% في بعض المناطق.

وأشار إلى أن الحوثيين استفادوا من هذا الواقع المرير، وركّزوا على توظيف الشباب المهمشين اقتصاديًّا، من خلال فرض التجنيد الإجباري، وربط البقاء في الوظائف الحكومية بالمشاركة في فعالياتهم، فضلًا عن تحكمهم في توزيع المساعدات الإنسانية، وربط الحصول عليها بالولاء للجماعة والمشاركة في أنشطتها.

تُظهر الضربات الإسرائيلية الأخيرة على اليمن، رغم تصميمها على الردع العسكري، أنها قد تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد منهك، وتمنح الحوثيين فرصة لتعزيز شرعيتهم في نظر بعض السكان، تحت غطاء الدفاع عن قضايا أممية مثل فلسطين، في حين يظل المدنيون هم الخاسر الأكبر، وسط تراكمات اقتصادية وإنسانية تهدد مستقبل الدولة بأكملها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق