نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل يمكن الشفاء من مرض السكري؟ - تليجراف الخليج اليوم الأحد 11 مايو 2025 11:37 صباحاً
يواصل مرض السكري انتشاره عالمياً بوتيرة مقلقة، متسببا في أعباء صحية واقتصادية هائلة، تشير أحدث البيانات إلى أن الإنفاق العالمي على الرعاية الصحية المرتبطة بالسكري تجاوز تريليون دولار أمريكي سنويا، ما يمثل زيادة بنسبة 338% خلال 17 عاماً فقط، وفقا لـ Making Diabetes Easier.
بلغ عدد المصابين بالسكري عالميا حوالي 589 مليون شخص في عام 2024، أي ما يعادل واحدا من كل تسعة بالغين، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 853 مليوناً بحلول عام 2050 إذا استمرت الاتجاهات الحالية.
يُشكل السكري عبئا اقتصاديا كبيرا يشمل تكاليف مباشرة مثل الأدوية والرعاية الطبية، وتكاليف غير مباشرة كفقدان الإنتاجية والوفيات المبكرة، في الولايات المتحدة وحدها، بلغت التكاليف المرتبطة بالمرض عام 2022 نحو 412.9 مليار دولار، منها 306.6 مليارات لتكاليف طبية مباشرة و106.3 مليارات لتكاليف غير مباشرة، وفقا للاتحاد العالمي للسكري.
تتحمل الدول ذات الدخل المرتفع، خصوصا في أمريكا الشمالية ومنطقة الكاريبي، حوالي 43% من الإنفاق العالمي على السكري، في المقابل، تواجه الدول منخفضة ومتوسطة الدخل صعوبات في توفير الرعاية، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية وزيادة الأعباء المالية مستقبلاً.
تمثل الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أكثر من 90% من إجمالي حالات السكري حول العالم، وفقا للاتحاد الدولي للسكري، وعلى الرغم من ارتباط هذا المرض غالبا بالأشخاص فوق سن 45 عاما، فإنه قد يصيب أيضا الشباب والأطفال. ويتسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم على المدى الطويل في مضاعفات صحية خطيرة مثل أمراض القلب، وفقدان البصر، والفشل الكلوي.
يحدث النوع الثاني من السكري نتيجة ضعف إنتاج الجسم لهرمون الإنسولين أو عدم استجابة الخلايا له بشكل فعّال، ما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم. ورغم أن المرض مزمن، إلا أن دراسات متعددة أظهرت إمكانية الوصول إلى حالة "الهدأة"، حيث تعود مستويات السكر إلى ما قبل مرحلة التشخيص دون الحاجة إلى أدوية، بشرط استمرار نمط حياة صحي، وفقا لموقع WebMD.
ويعد فقدان الوزن عاملاً رئيسياً في التحكم بالمرض، سواء من خلال تغييرات سلوكية أو عبر جراحات مثل جراحة السمنة، التي أظهرت تحسنا فوريا في مستوى السكر. ويلعب النظام الغذائي دورا أساسيا أيضا، خاصة الأنظمة التي تعتمد على الخضروات غير النشوية، والحبوب الكاملة، وتقليل الكربوهيدرات.
من ناحية النشاط البدني، ينصح الخبراء بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من الرياضة أسبوعيا، مع دمج تمارين المقاومة، إذ أظهرت التجارب أن النشاط المنتظم يؤدي إلى تحسن ملحوظ في مستويات السكر، بل وقد يُمكّن بعض المرضى من الاستغناء عن الأدوية.
ومع أن الهدأة ممكنة، إلا أن مراقبة الحالة تبقى ضرورية، نظرا لإمكانية عودة المرض بسبب التوتر، أو زيادة الوزن، أو ضعف خلايا الإنسولين مع الزمن، بعض مضاعفات المرض، مثل تلف الأعصاب، غير قابلة للشفاء، بينما يمكن علاج أخرى كاعتلال الشبكية بالأدوية.
يذكر أن مصطلح "هدأة السكري" يُستخدم للإشارة إلى حالة استقرار مرض السكري، بحيث تنخفض مستويات السكر في الدم إلى المعدلات الطبيعية أو شبه الطبيعية من دون الحاجة لأدوية السكري، خصوصا في حالات النوع الثاني.
وعلى صعيد العلاجات الجديدة، سجلت حالة واحدة عام 2021 لرجل خضع لزراعة خلايا وتوقف عن تناول الأدوية منذ عام 2022، لكنها تبقى تجربة أولية بحاجة لمزيد من البحث. في الوقت نفسه، تساعد بعض الوسائل الطبيعية كالاسترخاء والتنفس العميق في خفض التوتر، لكنها لا تعالج المرض. أما المكملات الغذائية، فلا تعد بديلا للعلاج، وقد تتفاعل مع الأدوية بشكل ضار.
وأخيرا، تشير دراسة جديدة إلى أن تناول خمس حصص صغيرة من الشوكولاتة الداكنة أسبوعيا قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، بفضل مضادات الأكسدة الموجودة في الكاكاو الخام.
0 تعليق