نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لبنان.. الانتخابات البلدية بروفة للبرلمانية - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 12 مايو 2025 12:58 صباحاً
استؤنفت الانتخابات البلديّة والاختياريّة في لبنان، وكانت محطتها الثانية، بعد محافظة جبل لبنان، في محافظتَي لبنان الشمالي وعكار. وعلى غرار الحال التي حكمت الاستحقاق الانتخابي في مرحلته الأولى، تحكّم بالانتخابات في الثانية التداخل بين الاعتبارات السياسية والعائلية.
وتلاقى أمس استحقاقا الجولة الثانية من الانتخابات، ومحطتها الشمال، والزيارة الخليجية الرابعة التي يقوم بها الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون منذ تولّيه سدّة الرئاسة الأولى، ومحطّتها الكويت. وما بين هذين الاستحقاقين، قفزت إلى الواجهة الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مرتفعات مدينة النبطية، خصوصاً أن هذه الغارات هي الأعنف منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر الفائت، وذلك وسط حديث عن حرب واسعة. فإسرائيل الرافضة للانسحاب من التلال الخمس جنوباً وإعادة الأسرى ووقف الاعتداءات، تريد جرّ لبنان إلى التفاوض حول النقاط الـ13 العالقة حدودياً بشروطها هذه.
وانتهت أمس الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في الشمال، والتي أصبحت مع الجولة الأولى التي أُنجزت في جبل لبنان، نموذجاً لمحاكاة المرحلتين المتبقيتين، وتباعاً في بيروت والبقاع (18 مايو الجاري)، وأخيراً في الجنوب (24 مايو الجاري)، لتغيير وتجديد المجالس البلدية والاختيارية التي تجاوزت مدّة ولايتها بـ3 سنوات ومضى عليها 9 سنوات، إذ انتهت الجولتان إلى تسجيل سابقة، «ارتدت» فيها الأحزاب ثياباً مدنية واختلطت بعائلات القرى والمدن في ظاهرة سيتمّ رفعها إلى الانتخابات في المحافظات المتبقية. وثمّة إجماع على أن الجميع يأخذ من هذه الانتخابات «بروفة» للانتخابات النيابية في مايو 2026، وأن البلديات ستكون الرافعة الأساسية للاستحقاق النيابي المقبل.
إلى ذلك، لم يحجب الاستحقاق الانتخابي، في حلقته الثانية، المخاوف المتصاعدة في شأن الوضع الجنوبي وامتداداته، بعد الضربة الإسرائيلية العنيفة التي وُجّهت الخميس الماضي إلى تلال النبطية والمحيط. ولم تقتصر المخاوف اللبنانية على اتجاهات إسرائيلية واضحة لتصعيد الغارات والضربات، سواء في الجنوب أو في العمق اللبناني مجدّداً، بل تجاوزتها إلى رصد معالم التصعيد الإقليمي الأوسع.
عنوانان ملحّان
في موازاة ذلك، يتصدّر المشهد السياسي عنوانان ملحّان، أوّلهما العنوان الدائم المتمثل بالملفّ الأمني والإرباكات الناجمة عن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق اللبنانية، مع ما يواكبها من مخاوف تعبّر عنها أوساط سياسية مختلفة من احتمالات خطيرة وتحضيرات إسرائيلية لرفع وتيرة التصعيد على جبهة لبنان.
وأما الثاني، فهو العنوان السياسي الذي يتوزّع على مجموعة خطوات ومحاور مرتبطة ببعضها، وتنضبط في مجملها في مسار إعادة إنهاض البلد اقتصادياً ومالياً، بدءاً بالحراك المكثف لرئيس الجمهورية وزياراته الخارجية لحشد الدعم والمساعدات للبنان، والتي تندرج في سياقها زيارته إلى دولة الكويت، مروراً بالخطوات الحكومية في المجالين الإنقاذي والإصلاحي، ووصولاً إلى مواكبة مجلس النواب لهذا المسار وإقرار مجموعة القوانين التي تخدم عملية الإصلاح.
0 تعليق