نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الخارجية اليمنية... شعرة معاوية - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 12 مايو 2025 01:36 مساءً
في دهاليز الشرعية، وفي مؤسساتها، وعلى رأسها وزارة الخارجية، وبين أروقة الأزمة التاريخية التي تعصف باليمن منذ انقلاب الحوثي، ظلت وزارة الخارجية اليمنية بمثابة "مرصد العيون"، ومطلب الباحثين عن الوساطة، ووجهة من لا يملك مؤهلات سوى القرب من "الهامور" الكبير.
تحولت الوزارة وسفاراتها إلى ميدان للمحاباة، وملاذًا للتوظيف العشوائي، وغاب عنها الفعل السياسي الحقيقي. فُقد البوصلة لسنوات، ومرّت علينا عقودٌ من السياسة الخارجية العجفاء، وتحديدًا أسوأها تلك التي سبقت تولي الوزير الحالي، حيث وصلت الوزارة إلى حالة غير مسبوقة من التردي والشلل.
لكن اليوم، ثمة عجلة بدأت بالدوران نحو التصحيح، بقيادة وزير من أبناء الوزارة، صاحب تاريخ طويل في العمل السياسي والدبلوماسي، في ظل دولة كانت لها مكانتها واحترامها بين الدول. المهمة ليست سهلة، إذ تعترضها الحروب، والمحسوبية، وتراكمات طويلة من الفساد، لكن الوزير شائع الزنداني يخوضها بدعم واضح من رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، وبرؤية وإرادة وإستراتيجية للتغيير الجذري.
ما دفعني للكتابة هو معرفتي ببداية حقيقية لتحول كبير تقوده الخارجية اليمنية، وسط حملات مغرضة من أصحاب المصالح الضيقة والفساد المستشري. ولهذا، فإن الوقوف مع المؤسسة وليس مع الأشخاص هو السبيل الوحيد المتبقي لإعادة شيء من هيبة الدولة التي تكاد تتلاشى.
وزارة الخارجية اليوم هي "شعرة معاوية" التي ينبغي الحفاظ عليها، والمضي بها إلى برّ الإصلاح. فنجاحها سيكون نافذة أمل لبقية الوزارات، وبداية لماراثون تنافسي في طريق تصحيح شامل للمنظومة الحكومية.
0 تعليق