جولة ترامب الخليجية.. بداية «عصر ذهبي» لرؤية مشتركة - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: جولة ترامب الخليجية.. بداية «عصر ذهبي» لرؤية مشتركة - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 02:33 صباحاً

يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بداية من اليوم الثلاثاء، بأول زيارة رسمية خارجية له منذ توليه الرئاسة، إلى منطقة الشرق الأوسط، خلال الفترة من 13 إلى 16 مايو الجاري، وتشمل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر.

وصف ترامب زيارته المرتقبة إلى السعودية والإمارات وقطر بـ «التاريخية». وأضاف خلال مؤتمر صحفي، أن مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، «رجل الصفقات» وأنه «يؤدي عملاً جيداً».

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في مقطع فيديو نشرته عبر حسابها بالعربي في منصة «إكس»: «تظهر هذه الزيارة الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لعلاقاتها الاستراتيجية مع شركائها في الشرق الأوسط».

وتعد الزيارة لدول الخليج مؤشراً على المكانة الجيوسياسية المتقدمة التي باتت تتمتع بها دول الخليج، ليس فقط بوصفها لاعباً محورياً في استقرار المنطقة، بل أيضاً نظراً لثقلها الاقتصادي وتوجهاتها الإصلاحية.

وتتصدر 10 ملفات، منها الأمن الإقليمي، والطاقة، والدفاع، والتعاون الاقتصادي، أجندة مباحثات ترامب مع قادة دول الخليج، حيث تسعى واشنطن إلى تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع شركائها الخليجيين في ضوء المتغيرات الدولية المتسارعة.

وتحمل الجولة في طياتها رهانات استراتيجية ضخمة للمنطقة، وتعد اختباراً جدياً لطبيعة العلاقات الأمريكية الخليجية في عهد ترامب الثاني، ومدى قدرته على تحويلها إلى رافعة لرؤيته السياسية والاقتصادية الجديدة.

تتنوع أولويات ترامب في هذه الجولة بين الاقتصاد والسياسة والأمن، إذ يركز الرئيس الأمريكي على استقطاب استثمارات خليجية ضخمة، في الوقت نفسه، تأتي صفقات الدفاع والتسلح في صدارة الاهتمامات، إلى جانب التعاون في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع رؤى التنمية الخليجية، وبما يعكس وعياً أمريكياً متزايداً بالدور المحوري لدول الخليج في الاقتصاد العالمي، وسلاسل الإمداد، والطاقة.

على المستوى السياسي، تحمل الزيارة أبعاداً أوسع، تتمثل في تعزيز الشراكات الأمنية والاقتصادية في وجه التحديات المتفاقمة، وتحقيق نوع من التوازن في علاقات واشنطن مع العواصم الخليجية.

اتفاقات استراتيجية

ويُتوقع أن تُسفر الزيارة عن جملة من الاتفاقيات الاستراتيجية تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الأمريكي الخليجي، وتعكس استدارة واضحة في سياسة ترامب الخارجية نحو منطقة يعتبرها مركزية في تحقيق رؤيته لإعادة «عظمة أمريكا»، طبقاً لما يؤكده خبراء ومحللون في تصريحات متفرقة لـ«تليجراف الخليج».

الدلالات والتوقيت

من جانبه، يقول خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور أحمد سيد أحمد، لـ«تليجراف الخليج»، إن الجولة الخليجية للرئيس الأمريكي تُمثل أهمية بالغة على مستويات عدة، لجهة ما تحمله من دلالات، وكذلك لجهة التوقيت والمخرجات المنتظرة.

أما من ناحية «الدلالات» الرئيسية للجولة الخليجية، فإنها تعكس الخصوصية والعمق في العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول الخليج الثلاث التي تشملها الجولة، فهي «علاقات متينة» تشمل شراكات على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، مدعومة باتفاقيات أمنية ومشروعات استثمارية كبرى، فضلاً عن تنسيق واسع في مختلف المجالات.

ولا يُخفى أن اختيار الخليج كوجهة لأول جولة خارجية رسمية للرئيس ترامب، بعد انتخابه، يؤكد مدى أولوية المنطقة في أجندته السياسية، كما سبق أن فعل في ولايته الأولى. أما من حيث «التوقيت»، فتأتي هذه الجولة في ظل تحديات إقليمية ودولية بالغة التعقيد.

وفي ظل استمرار الحرب على غزة، علاوة على التصعيد المتزايد بين إسرائيل وإيران، والمفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية، إلى جانب تداعيات الحرب في أوكرانيا، التي يسعى ترامب للمساهمة في إنهائها. وتبرز هنا أهمية الدور الخليجي، لا سيما الإماراتي والسعودي، لدورهما في تحقيق السلام.

تعاون اقتصادي

وعلى مستوى «المخرجات»، تسعى الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع الخليج، في إطار رؤيته لإعادة بناء الاقتصاد الأمريكي وتحقيق شعار «جعل أمريكا عظيمة مجدداً».

وتتمتع الدول الخليجية، خصوصاً السعودية والإمارات وقطر، بموارد وتجارب تنموية متقدمة، ما يجعلها شريكاً اقتصادياً مثالياً في مساعي الاستثمار المشترك وتوطين التكنولوجيا وتنويع الاقتصاد، وفق خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة.

دور خليجي كبير

ومن منظور استراتيجي أوسع، تأتي الجولة لتعكس إدراك الولايات المتحدة للأدوار الجديدة التي تلعبها دول الخليج في الساحة الدولية، لا سيما فيما يتعلق بجهود الوساطة، ومكافحة الإرهاب، وضمان استقرار أسواق الطاقة، إلى جانب دورها المتنامي في السياسة الدولية متعددة الأقطاب، القائمة على الانفتاح والتوازن في العلاقات مع القوى الكبرى مثل روسيا والصين.

ويختتم حديثه قائلاً: «أعتقد بأن هذه الزيارة ستحمل نتائج جوهرية، سواء على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية الأمريكية الخليجية، أو في معالجه قضايا الشرق الأوسط وقضايا دولية كبرى».

منطقة محورية

وفي السياق، يقول خبير العلاقات الدولية بالقاهرة، الدكتور أيمن سمير لـ«تليجراف الخليج»، إن الرئيس الأمريكي ينظر إلى المنطقة الخليجية والعربية وإقليم الشرق الأوسط عموماً باعتباره منطقة محورية ذات أهمية حيوية في رؤيته للسياسة الخارجية الأمريكية.

حيث يسعى ترامب لإعادة ترسيخ الوجود الأمريكي الجيوسياسي والاستراتيجي في المنطقة من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، وخلق شراكات مع شعوب هذه الدول على أساس المصالح المشتركة وهو مستعد للقيام بخطوات رمزية وعملية.

ويضيف: «يسعى ترامب إلى أن يُنظر إليه كرجل سلام في المنطقة، من خلال وقف الحرب في غزة، والتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي».

أولويات ترامب

من واشنطن، يُبرز الكاتب والمحلل المتخصص في العلاقات الدولية، ماك شرقاوي، لدى حديثه لـ «تليجراف الخليج» أولويات ترامب خلال جولته المرتقبة، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي في وقت حساس، وسط مساعٍ أمريكية لتعزيز تحالفاتها الإقليمية في مواجهة التحديات بالمنطقة.

يشير شرقاوي إلى أن أولى أولويات ترامب في الخليج تتمثل في استقطاب الاستثمارات وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية.ويضيف: «صفقات التسليح والدفاع تمثل أولوية ثانية، حيث وافقت واشنطن مبدئياً على صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليارات دولار مع السعودية، ما يعزز التعاون الدفاعي العسكري بين الولايات المتحدة ودول الخليج».

وفيما يخص أولويات دول الخليج، يشير إلى أنها تركز على تعزيز الشراكة الأمنية والاستثمارية مع واشنطن وتوسيع تعاونها التكنولوجي.ويُتوقع أن تسفر تلك الجولة عن توقيع عدة اتفاقيات استراتيجية تُعزز التعاون بين واشنطن وعدد من دول المنطقة في مختلف المجالات.

أهمية واسعة

من واشنطن، تقول المستشارة في العلاقات الدولية، مرح البقاعي لـ«تليجراف الخليج»، إن الزيارة المرتقبة لترامب إلى الخليج تكتسب أهمية كبرى على المستويات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية.

فعلى الصعيد الاقتصادي، يشار إلى إعلان السعودية عن رغبتها في ضخ استثمارات في مجالات متنوعة في الولايات المتحدة، من بينها صفقات تسلح. وفي هذا السياق، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع صواريخ متقدمة إلى المملكة، فيما يُنتظر الإعلان لاحقاً عن تفاصيل إضافية حول هذه الصفقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق