شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: ترامب يكسر المحرمات في المنطقة: مصلحتنا أولا قبل كل شيء - تليجراف الخليج ليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 03:00 صباحاً
في خطوة مفاجئة، أبرم الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاقات أحادية مع كل من حركة "حماس" في غزة والحوثيين في اليمن، دون تنسيق مسبق مع إسرائيل، مما أثار جدلاً واسعاً حول تداعيات هذه التحركات على التوازنات الإقليمية ومستقبل النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، وموقع إسرائيل ضمن هذا المستقبل.
أولاً: اتفاق ترامب مع الحوثيين-وقف النار دون إسرائيل
في 6 أيار 2025، أعلن ترامب عن وقف فوري للضربات الأميركية على اليمن، بعد اتفاق هدنة مع الحوثيين بوساطة عُمانية. بموجب الاتفاق، وافق الحوثيون على وقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، بينما استمرت عمليّاتهم ضد إسرائيل، مؤكّدين أن الهدنة "لا تشمل إسرائيل بأي شكل من الأشكال".
هذا الاتفاق، الذي تم دون إشعار مسبق لتل ابيب، أثار استياءها، حيث وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه "خبر سيئ للغاية" و"مفاجئ مرتين"، فبالنسبة لها تخلى ترامب عنها، فكان الرد الأولي استهداف ثلاثة مواقع رئيسية في اليمن بعد تحذيرها، حيث تُريد إسرائيل القول أنها قادرة لوحدها على ضرب اليمن والحوثيين ولا تحتاج إلى دعم أميركي.
ثانياً: مفاوضات مباشرة مع "حماس"-كسر للمحرمات
في تحول غير مسبوق، أجرت إدارة ترامب محادثات مباشرة مع "حماس" بوساطة قطرية ومصرية، بهدف إطلاق سراح الأسرى الأميركيين في غزة، وعلى رأسهم إدن ألكسندر، الذي تم الإفراج عنه مؤخراً كـ"بادرة حسن نية" تجاه واشنطن.
رغم أن إسرائيل لم تكن طرفاً في هذه المفاوضات، إلا أنها سمحت بممر آمن لنقل الأسير، مؤكدة أنها لم توافق على وقف إطلاق النار أو صفقة تبادل أسرى، وبحسب مصادر متابعة تُظهر هذه التحركات الأميركية تراجعاً في التنسيق التقليدي مع إسرائيل، مما يثير قلقاً في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية. فالاتفاق مع الحوثيين تم دون إشعار مسبق، والمفاوضات مع "حماس" جرت دون مشاركة إسرائيلية، مما يُعتبر تجاوزاً للدور الإسرائيلي في قضايا الأمن الإقليمي.
ثالثاً: قراءة استراتيجية-بين البراغماتية والانعزال
تعكس هذه الاتفاقات توجهاً أميركياً نحو البراغماتية، حيث تسعى واشنطن لتحقيق مصالحها المباشرة، مثل حماية الملاحة الدولية وإطلاق سراح مواطنيها، دون الالتزام بالتحالفات التقليدية أو التنسيق مع الحلفاء. من جهة أخرى، قد تؤدي هذه السياسات إلى تآكل الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، خاصة إذا استمرت واشنطن في اتخاذ قرارات أحادية دون التشاور مع شركائها.
ترى المصادر أنه إذا استمرت الولايات المتحدة على هذا النهج، فقد نشهد إعادة تشكيل للتحالفات في المنطقة، حيث قد تسعى الدول الإقليمية إلى تعزيز استقلاليتها الأمنية والسياسية. كما قد تستغل قوى مثل إيران وروسيا هذا الفراغ لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط. في المقابل، قد تسعى إسرائيل إلى تعزيز قدراتها الذاتية، مع التركيز على تطوير تحالفات جديدة خارج الإطار الأميركي التقليدي.
كذلك سيسعى بنيامين نتانياهو للخروج من العزلة التي وجد نفسه بها اليوم، بعد أن كانت علاقته مع ترامب هي النافذة التي يطل بها على العالم، ولكن النجاح أو الفشل رهن بقدرة الرئيس الاميركي على السيطرة عليه.
في الختام، تُظهر تحركات الإدارة ترامب الأخيرة تحولاً في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، مع التركيز على المصالح المباشرة والبراغماتية، مما يفتح الباب أمام إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية والتحالفات التقليدية.
0 تعليق