واقعة غريبة تثير الجدل القانوني والأخلاقي حول حدود الذكاء الاصطناعي في الحياة الشخصية .. في حادثة هي الأولى من نوعها، شهدت اليونان حالة طلاق غير مسبوقة، كان محورها تطبيق ذكاء اصطناعي، وتحديدًا ChatGPT، بعدما استخدمته سيدة لقراءة فنجان قهوتها، لينتهي الأمر باتهام زوجها بالخيانة ورفع دعوى طلاق رسمية.

من المزاح إلى المحكمة: قصة طلاق بدأت بصورة فنجان

القصة بدأت بلعبة اعتبرها الزوج "مزحة رائجة"، إذ طلبت منه زوجته تصوير فنجاني القهوة بعد شربهما، ثم إرسال الصور إلى تطبيق ChatGPT من باب التسلية، لمطالعة "قراءة الفنجان". لكن الصدمة كانت عندما أبلغها التطبيق أن زوجها "يفكر في فتاة اسمها يبدأ بحرف E ويرغب بإقامة علاقة معها"، بينما أخبرها في الوقت ذاته أن "زوجها يخدعها وأن هناك من تحاول تدمير حياتهما الزوجية".

بدلاً من أن تضحك السيدة على ما اعتبره زوجها "سخافة"، قررت التعامل مع التنبؤ على أنه حقيقة لا تقبل الشك، فطردته من المنزل وأبلغت طفليها بأن الطلاق قادم، وهو ما حصل بالفعل بعد أيام من الصمت والتوتر.

الزوج: "كنت أعتقدها مزحة.. فأصبحت كارثة"

عبر الزوج عن صدمته قائلاً: "لم أتخيل أن تصل الأمور إلى هذا الحد. كل ما حدث بدأ بدعابة، لكنها صدّقت كلام التطبيق بكل يقين، رغم أنه بلا دليل حقيقي". وأضاف أنه ترك المنزل على أمل تهدئة الأمور، لكنه فوجئ باتصال من محامٍ يحمل إليه دعوى طلاق رسمية، جاء فيها أن ما صرّح به التطبيق كان السبب الرئيسي للانفصال.

وأوضح أن زوجته سبق وأن انساقت وراء أفكار مماثلة، كتنبؤات المنجمين، ما جعله يشعر بالقلق على استقرار الأسرة في المستقبل.

محامي الزوج: "لا دليل قضائي في الذكاء الاصطناعي"

من جانبه، شدد المحامي فويفوس سترونغاريس على خطورة ما حدث، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن استخدامه كأداة لاتخاذ قرارات قانونية مصيرية. وأضاف: "يبدو أن السيدة كانت تبحث عن مبرر للانفصال، فاختارت هذا السيناريو الغريب. لا يُعقل أن يكون تطبيق مثل ChatGPT هو الحكم في مصير عائلة كاملة".

كما أشار إلى احتمالية أن يلجأ الزوج لاحقًا للمطالبة بحضانة الأطفال، نظراً لافتقار الأم إلى التوازن في اتخاذ قراراتها بناءً على "خرافات رقمية"، على حد وصفه.

جدل قانوني وأخلاقي حول الذكاء الاصطناعي في العلاقات الشخصية

هذه الواقعة فتحت باب النقاش على مصراعيه في الأوساط القانونية والاجتماعية، حول مدى خطورة الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي في الأمور الخاصة، وما إذا كان من الضروري سن تشريعات تحدد كيفية استخدام هذه الأدوات في الحياة اليومية.

كما تطرح القضية تساؤلات عميقة عن الحدود الفاصلة بين الواقع والافتراضي، وهل يمكن للتكنولوجيا أن تتسلل إلى أدق تفاصيل الأسرة وتقرر مصيرها، وسط غياب وعي رقمي كافٍ لدى بعض المستخدمين.

طلاق بسبب ChatGPT، الذكاء الاصطناعي والزواج، قراءة الفنجان، طلاق في اليونان، خيانة زوجية وهمية، فنجان القهوة وChatGPT، ChatGPT في العلاقات الأسرية، طلاق غريب، القضاء والذكاء الاصطناعي، حكايات واقعية، تطبيقات الذكاء الاصطناعي، قوانين الأسرة، تأثير الذكاء الاصطناعي على القرارات الشخصية