في أولى رحلاته الخارجية بعد فوزه بولاية رئاسية جديدة، يصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة تحمل أبعاداً استراتيجية وتؤكد على الأهمية الجيوسياسية المتنامية للمملكة ودول الخليج. هذه الزيارة تأتي في توقيت حساس، يعيد ترتيب أولويات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ويبرز مدى اعتماد واشنطن على حلفائها الخليجيين في ملفات المنطقة.

أجندة دسمة.. 10 ملفات حاسمة

تحتل عشرة ملفات محورية جدول مباحثات ترامب مع القيادة السعودية وزعماء دول الخليج، في مقدمتها الأمن الإقليمي، والطاقة، والدفاع، بالإضافة إلى الأوضاع في غزة واليمن، والملف السوري، والتحديات الدولية مع الصين وروسيا. وتكشف المصادر الدبلوماسية أن الهدف من هذه اللقاءات هو بلورة شراكة متجددة تعكس متغيرات المنطقة ومتطلبات الأمن العالمي.

الخارجية الأمريكية: الشراكة مع الخليج ركيزة ثابتة

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن زيارة ترامب تترجم التزام واشنطن العميق بعلاقاتها مع حلفائها الخليجيين، موضحة أن التنسيق مع السعودية يلعب دوراً أساسياً في التصدي للتحديات الإقليمية والعابرة للحدود. وأشارت إلى أن قضايا مثل إعادة إعمار غزة، ومكافحة الإرهاب، ودعم استقرار اليمن، تتطلب تحالفاً قوياً بين الطرفين.

باحثون: زيارة تعيد ضبط بوصلة العلاقات

يرى الخبراء أن هذه الزيارة تمثل فرصة لإعادة بناء الثقة بعد توتر شاب العلاقات في السنوات السابقة، لا سيما خلال إدارة الرئيس الديمقراطي السابق. ويقول الباحث السعودي منيف عماش الحربي إن الشراكة بين الرياض وواشنطن متعددة الأبعاد وتشمل ملفات سياسية واقتصادية واستخباراتية، في حين يعتبر الباحث الأمريكي توم واريك أن زيارة ترامب تُعزز التفاهمات حول أمن المنطقة وإعادة إعمار غزة.

الرياض.. عاصمة القرار والاستثمار

يشير مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هدسون، ريتشارد ويتز، إلى أن زيارة ترامب إلى الرياض تكرّس تحول العاصمة السعودية إلى مركز ثقل دولي، ليس فقط من الناحية السياسية، بل كوجهة اقتصادية واستثمارية كبرى. ويرى أن هذه الزيارة توضح إدراك واشنطن المتزايد لدور المملكة القيادي، في ظل رؤية طموحة وتوجهات إصلاحية واضحة.