مع تطورات جديدة على قمة «فوربس».. رحلة محمد منصور من تنظيف الطاولات إلى إمبراطور استثماري، نقدم لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشكل شامل ودقيق عن هذه التطورات ليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 02:15 مساءً
قصة الملياردير المصري البريطاني محمد منصور بمثابة شهادة تثبت أن الإصرار والتعلم من الفشل الوقود الحقيقي للنجاح، خاصة بعد أن اختارته مجلة "فوربس" كرابع أغنى عائلة في الشرق الأوسط لعام 2025، بثروة صافية تقدر بـ 6 مليارات دولار.
البداية بين أرستقراطية القطن وأزمة التأميم
ولد محمد منصور في أحضان عائلة ارتبط اسمها بقطاع القطن المصري، أسس والده لطفي منصور مجموعةً تجاريةً رائدةً في الخمسينيات، لكن رياح السياسة غيّرت اتجاه الأقدار حين قررت ثورة 1952 تأميم شركات القطن عام 1960، لتصادر ثروة العائلة.
في تلك الأثناء، كان الشاب محمد يكافح في الولايات المتحدة، حيث عمل كنادل في مطعم بيتزا لتمويل دراسته بجامعة ولاية كارولاينا الشمالية، و لم تكن الإكراميات التي يجمعها من الطاولات كافيةً لإعالة إخوته، لكنها زرعت فيه قيمة العمل، وأصبحت لاحقاً حجر الزاوية في فلسفته.
محمد منصور وتحدي المرض والانهيار
لم تكن أزمة العائلة المالية التحدي الوحيد؛ فبعد تخرجه مباشرةً، واجه منصور تشخيصاً صادماً: سرطان الكلى. يقول عن تلك الفترة: "الحمد لله بفضل الطبيب المعالج والأمل، تجاوزت المحنة." لكن الأمل لم يكن كافياً دون إرادة، فخلال فترة علاجه، قرأ وكوّن رؤيةً لإعادة بناء إمبراطورية عائلته، وبحلول 1976، تولى قيادة المجموعة العائلية، مُستفيداً من شبكة علاقات والده وخبرته في قطاع السيارات، ليوقع عقداً مع جنرال موتورز عام 1975، كان بدايةً لتحوُّل جذري.
صناعة الإمبراطورية.. من وكيل سيارات إلى عملاق استثماري
تحوّلت مجموعة منصور من وكيل محلي لسيارات "شفروليه" إلى أحد أكبر موزعي "جنرال موتورز" و"كاتربيلر" عالمياً، مع وجود في 7 دول أفريقية، لكن الطموح تجاوز المعدات الثقيلة؛ ففي ديسمبر 2024، وقّعت المجموعة اتفاقيةً مع الشركة الصينية SAIC لتصنيع سيارات "إم جي" في مصر بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ألف وحدة سنوياً، مُكرسةً حضورها كقوة صناعية. اليوم، تُدير المجموعة التي تضم 60 ألف موظف، محفظةً متنوعةً تشمل "مان كابيتال" للاستثمارات، و"مانتراك" للمعدات، وامتياز "ماكدونالدز" في مصر.
الاستثمار في المستقبل.. من فيسبوك إلى الذكاء الاصطناعي
لا يكتفي محمد منصور بالنجاح التقليدي؛ فمن خلال "مان كابيتال"، الذراع الاستثمارية للمجموعة، دخل مبكراً في شركات ناشئة مثل فيسبوك، تويتر، سبوتيفاي، وأوبر، محققاً أرباحاً ضخمةً عند إدراجها. اليوم، يُوجه أنظاره نحو الذكاء الاصطناعي عبر شركة "1984" في سان فرانسيسكو، مؤمناً بأنها "الثورة القادمة". يقول: "لا عائد دون مجازفة.. لكن عليك أن تحيط نفسك بمن هم أذكى منك."
التحديات الشخصية.. دروس في التمسك بالأمل
تكشف سيرة منصور عن رجلٍ اختبر مرارة الهزيمة قبل النجاح، في طفولته، كاد حادثٌ مروع أن يُفقده ساقه، لكن إصراره على التعافي جعله يرفض البتر، ليقضي 3 سنوات في الفراش يستثمرها في القراءة. لاحقاً، لم تُثنه أزمات السرطان أو الإفلاس عن مواصلة الحلم، بل حوّلها إلى دروس في المرونة، مؤكداً أن "الحياة مثل الدراجة الهوائية.. لتحافظ على توازنك، يجب أن تتحرك دائماً."
ولا ينفصل إنجاز منصور التجاري عن مسؤوليته الاجتماعية. عبر مؤسسة "Right to Dream"، التي أسسها مع أبنائه، يُوفّر فرصاً تعليميةً ورياضيةً للشباب المهمّشين، حيث خرّجت المؤسسة 7 لاعبين شاركوا في كأس العالم 2022، وأكثر من 140 لاعباً محترفاً في دوريات عالمية. يقول عن فلسفته: "الشباب هم المستقبل.. ومن حق الجميع أن يحلم."
الثراء برؤية.. بين السياسة والأعمال
لم تكن رحلة منصور محصورةً في القطاع الخاص؛ فقد شغل منصب وزير النقل المصري بين 2006 و2009، مساهماً في تطوير البنية التحتية. كما حصل على لقب "سير" من ملكة بريطانيا، ليصبح ثاني مصري وعربي ينال هذا التكريم. اليوم، يُدير نجله لطفي ذراع "مان كابيتال"، بينما يُشارك شقيقاه ياسين ويوسف في قيادة المجموعة، التي تُصنّف كرابع أكبر ثروة عائلية في الشرق الأوسط.
تبلغ ثروة محمد منصور الشخصية 3.4 مليار دولار، لكن قصته تتجاوز الأرقام.، وفي حديثه مع قناة "العربية"، لخّص منصور فلسفته: "التفاؤل، الصبر، والعمل الجاد.. واستمع أكثر مما تتكلم." ربما يكون هذا هو السرّ الذي نقل عامل البيتزا السابق إلى مصافّ عمالقة المال، محتفظاً بتواضع يُذكِّره دوماً: "الناجح من يتعلّم من الماضي، ويعيش الحاضر، ويستثمر في المستقبل."
للحصول على تفاصيل إضافية حول على قمة «فوربس».. رحلة محمد منصور من تنظيف الطاولات إلى إمبراطور استثماري - تليجراف الخليج وغيره من الأخبار، تابعونا أولًا بأول.
0 تعليق