مع تطورات جديدة ترامب بين تبريد الجبهات وصفقات التريليون.. قراءة في زيارة تعيد رسم خرائط النفوذ بالشرق الأوسط، نقدم لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشكل شامل ودقيق عن هذه التطورات ليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 10:57 مساءً
في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تأتي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة كحدث استثنائي يحمل في طياته رسائل سياسية ودلالات استراتيجية تتجاوز الطابع البروتوكولي المعتاد.
فما بين تصاعد التوترات في غزة، واشتداد الخطاب اليميني في إسرائيل، ومحاولات ضبط إيقاع الملفات اللبنانية والسورية، تتحرك الولايات المتحدة عبر بوابة ترامب لإعادة تموضعها في معادلة الأمن والاستقرار الإقليمي.
وفي هذا السياق، يسلط الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني نضال أبوزيد، في تصريحات خاصة مع موقع تليجراف الخليج، الضوء على أبعاد هذه الزيارة المركبة، مشيرًا إلى أنها ليست مجرد جولة سياسية، بل هي خطوة مدروسة تأتي ضمن حسابات دقيقة تتعلق بتهدئة الجبهات، والحفاظ على توازنات إقليمية مضطربة، مع تحقيق مكاسب اقتصادية واضحة للولايات المتحدة.
ومن خلال تحليل سياق الزيارة وتوقيتها، يتضح أن ترامب لا يكتفي بلعب دور الوسيط، بل يسعى أيضًا لتثبيت حضوره كلاعب مؤثر في مستقبل المنطقة، معتمداً على مزيج من الدبلوماسية والضغط الاقتصادي.
زيارة في توقيت حساس
أشار الخبير الاستراتيجي والعسكري الأردني نضال أبوزيد، إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحالية للمنطقة تختلف عن سابقاتها، نظرًا للتوقيت الحرج الذي تمر به المنطقة.
تأتي الزيارة في ظل تصاعد الخطاب الإعلامي لليمين الإسرائيلي بشأن العمليات العسكرية في غزة، وضم الضفة الغربية، والتصعيد في جنوب لبنان وجنوب غرب سوريا.
ويرى أبوزيد أن وجود ترامب في المنطقة قد يسهم في كبح جماح إسرائيل، خاصة مع بروز توترات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
دلالات مكانية وزمنية
أوضح أبوزيد أن زيارة ترامب تشمل دول الخليج، وقد دُعي إليها الرئيسان اللبناني والسوري، في اجتماع يضم دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى سوريا ولبنان.
ويبدو أن ترامب يسعى لتقديم تنازلات في الملفين اللبناني والسوري، لضمان استقرار المنطقة، وهو ما يهم دول الخليج.
كما أن توقيت الزيارة يأتي بعد ارتفاع حدة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، مما قد يشير إلى محاولة ترامب لتبريد الأوضاع بدلاً من تصعيدها.
تهدئة الجبهات ومبادرات السلام
يرى أبوزيد أن ترامب جاء إلى المنطقة لتبريد الجبهات وليس لتسخينها.
وقد شهدنا وقفًا لإطلاق النار أو وقفًا للعمليات العسكرية تجاه الحوثيين في اليمن، ودعوة لرفع جزئي للعقوبات المفروضة على سوريا.
كما أن حضور الرئيس اللبناني لمؤتمر مجلس التعاون الخليجي مع ترامب قد يشهد محاولة لدفع المزيد من المساعدات إلى لبنان من أجل استقراره.
بالإضافة إلى ذلك، دفع ترامب الوفد الإسرائيلي للعودة إلى الدوحة والبقاء هناك حتى نهاية زيارته، مما قد يتمخض عن وقف لإطلاق النار في غزة، وإن كان مشروطًا بمدة زمنية وضمانات أمريكية.
مكاسب اقتصادية متبادلة
يعتقد أبوزيد أن ترامب يسعى للحصول على مكاسب اقتصادية من المنطقة، خاصة من دول الخليج، من خلال صفقات الأسلحة والاستثمارات في الولايات المتحدة.
وقد صرح ترامب سابقًا بأنه يريد تريليون دولار من الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة، مما يعكس عقلية رجل الأعمال التي يتمتع بها.
ويرى أبوزيد أن الواقع العربي الحالي قد يقدم الكثير لترامب ماليًا واقتصاديًا، مقابل الحصول على وقف لإطلاق النار في غزة، دون تحقيق مكاسب سياسية كبيرة للعرب، بل إرضاءً لإسرائيل.
زيارة ترامب للمنطقة تأتي في وقت حساس، وتحمل في طياتها أبعادًا سياسية واقتصادية معقدة. يسعى ترامب من خلالها إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة، خاصة في غزة، مع تحقيق مكاسب اقتصادية من دول الخليج. ويبقى السؤال: هل ستنجح هذه الزيارة في تحقيق أهدافها، أم أنها ستضيف مزيدًا من التعقيد للمشهد الإقليمي؟
للحصول على تفاصيل إضافية حول ترامب بين تبريد الجبهات وصفقات التريليون.. قراءة في زيارة تعيد رسم خرائط النفوذ بالشرق الأوسط - تليجراف الخليج وغيره من الأخبار، تابعونا أولًا بأول.
0 تعليق