نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: خزان ماء على المريخ.. اكتشاف جديد يغيّر تاريخ الكوكب الأحمر - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 11:16 مساءً
تتزايد الأدلة العلمية التي تشير إلى وجود خزان ضخم من الماء السائل مدفون عميقًا تحت سطح المريخ، وهو اكتشاف قد يعيد تشكيل نظرتنا لهذا الكوكب الصحراوي.
لطالما حيّر العلماء سؤال مصير المياه التي كانت تغطي سطح المريخ في الماضي السحيق، فعلى الرغم من أن سطح الكوكب يحمل بصمات أنهار وبحيرات قديمة، إلا أن معظم تلك المياه اختفت مع الوقت، ويظل الغموض قائمًا حول أين ذهبت بالضبط.
دراسة جديدة تقدّم إجابة محتملة
اعتمد فريق من الباحثين على بيانات زلزالية سجلتها مركبة "إنسايت" التابعة لوكالة ناسا، والتي هبطت على المريخ عام 2018. أظهرت هذه البيانات تباطؤًا في الموجات الزلزالية داخل طبقة تقع على عمق يتراوح بين 5.4 و8 كيلومترات تحت السطح، ما يشير إلى احتمال وجود ماء سائل في تلك الأعماق.
أين ذهبت مياه المريخ؟
في بداياته، لم يكن المريخ كما نعرفه الآن، منذ نحو 4.1 إلى 3 مليارات سنة، كان الكوكب دافئًا ورطبًا، حيث جرت الأنهار وامتلأت البحيرات.
لكن مع ضعف المجال المغناطيسي وفقدان الغلاف الجوي، بدأ المريخ يفقد مياهه. جزء منها تبخّر إلى الفضاء، وجزء آخر تجمّد في قطبيه، فيما احتُجز بعض الماء داخل المعادن في قشرته.
ورغم هذه الآليات، إلا أن الحسابات العلمية تشير إلى أن هناك كمية من المياه "المفقودة" تُعادل ما يكفي لتغطية الكوكب بطبقة مائية يتراوح عمقها بين 700 و900 متر.
إحدى الفرضيات تقترح أن هذه المياه تسربت إلى باطن الكوكب، خصوصًا بعد قصف المريخ بكثافة من النيازك في عهوده المبكرة، مما فتح شقوقًا في القشرة الأرضية سمحت للماء بالانسياب إلى الأعماق، حيث حافظت درجات الحرارة المرتفعة نسبيًا على حالته السائلة، وفقا لـ "ساينس أليرت".
دليل زلزالي على طبقة مائية عميقة
من خلال تحليل نوع محدد من الموجات الزلزالية يُعرف بـ"موجات القص"، تم تحديد طبقة منخفضة السرعة تحت السطح، يُرجح أنها مكونة من صخور مسامية مشبعة بالماء، شبيهة بطبقات المياه الجوفية على الأرض.
تشير التقديرات إلى أن هذه الطبقة يمكن أن تحتوي على ما يكفي من الماء لتكوين محيط يغطي سطح المريخ بعمق يتراوح بين 520 و780 مترًا، وهو ما يتماشى مع تقديرات كميات المياه المفقودة على الكوكب.
مصدر البيانات الزلزالية
استند الاكتشاف إلى تحليل الاهتزازات الناتجة عن ارتطام نيزكين في عام 2021 (S1000a و S1094b)، بالإضافة إلى زلزال مريخي وقع عام 2022 (S1222a). التقطت أجهزة "إنسايت" هذه الاهتزازات، وقام العلماء بتحليلها بدقة عالية لرسم صورة لما تحت السطح.
باستخدام "دوال الاستقبال" – وهي بمثابة بصمات للموجات الزلزالية عند ارتدادها داخل الطبقات المختلفة – تمكن الباحثون من تحديد سمك هذه الطبقة المشبعة بالمياه وموقعها بدقة.
لماذا هذا الاكتشاف مهم؟
الماء السائل هو العنصر الأساسي للحياة كما نعرفها. على الأرض، تعيش الميكروبات في أعماق الصخور الرطبة، ومن الممكن أن يكون هناك شكل من أشكال الحياة المكروبية في هذه الطبقات على المريخ.
كما أن هذه المياه يمكن أن تكون موردًا حيويًا لمهمات الاستكشاف البشري في المستقبل، سواءً كمصدر للشرب، أو لإنتاج الأكسجين والوقود.
رغم أن الحفر على أعماق تصل إلى عدة كيلومترات على كوكب آخر يمثل تحديًا كبيرًا، إلا أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة، خاصة أن هناك مناطق أخرى، مثل يوتوبيا بلانيتيا، قد تحوي خزانات مائية مشابهة.
الخطوة التالية في استكشاف المريخ
ما زالت البيانات الحالية تغطي جزءًا صغيرًا فقط من سطح المريخ. ولرسم خريطة كاملة للمياه الجوفية المحتملة، هناك حاجة إلى إرسال بعثات جديدة مزودة بأجهزة قياس زلازل أكثر تطورًا.
وفي حال تم تأكيد وجود هذه المياه، فستحتاج إلى الحماية من التلوث الأرضي، إذ قد تحوي أشكالًا من الحياة الأصلية.
حالياً، يُشجّعنا هذا الاكتشاف على الاستمرار في "الاستماع" إلى نبض المريخ، أملاً في كشف المزيد من أسراره، وربما إثبات أنه كان - أو لا يزال - عالمًا أكثر شبهاً بالأرض مما تخيلنا.
0 تعليق