وكالات- تليجراف الخليج

شهدت أسعار الذهب تراجعًا جديدًا للمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام، متأثرة بتطورات المشهد التجاري العالمي وتقييم المستثمرين لبيانات التضخم الأميركية، وسط حالة من الترقب لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، والتي تؤثر بشكل مباشر على جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن.

تراجع مدفوع بتقييم محادثات التجارة ومؤشرات التضخم

سجل سعر الذهب الفوري تراجعًا بنسبة 0.6% ليبلغ 3232.50 دولارًا للأونصة عند الساعة 10:05 صباحًا بتوقيت لندن، بعدما كان قد ارتفع بنسبة 0.4% في جلسة الثلاثاء، ويأتي هذا الانخفاض بعد تراجع سابق بنسبة 0.9% قبل أن يقلص المعدن جزءًا من خسائره خلال تداولات الأربعاء.

وكان التراجع مدفوعًا ببيانات التضخم الأميركية لشهر أبريل، والتي جاءت أقل من التوقعات، ما عزز التكهنات بإمكانية اتخاذ الفيدرالي خطوة جديدة نحو خفض أسعار الفائدة.

الذهب لا يزال رابحًا رغم التراجعات

ورغم موجات التراجع الأخيرة، لا يزال الذهب مرتفعًا بنحو 20% منذ بداية العام، مدعومًا بارتفاعه التاريخي الذي تجاوز 3500 دولار للأونصة في أبريل الماضي، وذلك في ظل تصاعد التوترات التجارية حينها بين الولايات المتحدة والصين، مما دفع المستثمرين نحو الذهب كأداة تحوط ضد التقلبات.

هدنة تجارية تفتح شهية المخاطرة

وجاء تراجع الذهب عقب إعلان هدنة تجارية بين واشنطن وبكين، أعقبها اجتماع في سويسرا هذا الأسبوع، ما أعاد الثقة للأسواق وأشعل شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر.

وقال جاستن لين، المحلل لدى “غلوبال إكس إي تي إف إس”، إن “معدلات الرسوم الجمركية التي تم الإعلان عنها بين الولايات المتحدة والصين كانت أقل بكثير من المتوقع، وهو ما خفف من المخاوف المرتبطة بنمو الاقتصاد العالمي”، مضيفًا أن “الذهب قد يواجه مزيدًا من الضغط في ظل توجه الأموال إلى قطاعات النمو”.

الدولار يتراجع وأسعار المعادن تتباين

في ذات السياق، تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.4%، مما حدّ من الخسائر الأوسع للذهب، نظرًا للارتباط العكسي بين الدولار وأسعار المعدن الأصفر.

أما باقي المعادن، فسجلت أسعار الفضة انخفاضًا طفيفًا، بينما ارتفعت أسعار البلاتين والبلاديوم، في ظل تباين أداء أسواق السلع وسط المشهد الاقتصادي العالمي المتغير.

الفيدرالي على المحك.. وتوقعات بخفض الفائدة

بيانات التضخم الأخيرة تشير إلى أن الشركات الأميركية لم تمرر زيادات الأسعار للمستهلكين بشكل واسع، ما يعزز من احتمالات أن يتخذ الفيدرالي خطوة جديدة لخفض أسعار الفائدة هذا العام.

ويمثّل هذا التوجه دعمًا محتملًا للذهب على المدى الطويل، نظرًا لأن المعدن لا يدر فائدة، ويزداد الإقبال عليه عادةً في بيئات الفائدة المنخفضة.