في تجربة سينمائية بعيدة عن نمط الرعب التقليدي القائم على الدماء والأشباح، يقدّم المخرج جومي كوليت سيرا فيلم "امرأة في الفناء (Woman in the Yard)" بأسلوب رعب نفسي عميق، تتكشّف فيه الهوة المظلمة بين العقل والواقع.

تدور أحداث الفيلم داخل منزل معزول تقطنه "رامونا" (دانييل ديدويلر) مع طفليها، بعد حادث أليم أودى بحياة زوجها. ومع تصاعد التوتر، تظهر امرأة غامضة ترتدي السواد وتجلس بصمت في فناء المنزل، رافضة المغادرة، في ما يبدو أنها تعرف الكثير عن رامونا.
الفيلم يربط تدريجياً بين اضطرابات رامونا النفسية وظهور المرأة الغامضة، في توازٍ بين الانهيار الداخلي للأم والاقتراب التدريجي لهذا الكيان الذي يرمز إلى شعورها بالذنب، ليتضح لاحقاً أن رامونا هي من كانت تقود السيارة وقت الحادث، وليس زوجها كما ادعت.
ينتهي الفيلم بنهاية مفتوحة تحمل بُعدين: محاولة رامونا طرد هذا "الظل" الداخلي من حياتها، أو الاستسلام له مجددًا. مشهد اللوحة التي تحمل اسمها معكوسًا يترك الباب مفتوحًا أمام المشاهد للتأويل، مما يعزز البعد النفسي العميق للفيلم.