في وقتٍ يقترب فيه من تحقيق إنجاز جديد بإحراز لقب هداف الدوري الإنجليزي للمرة الرابعة، لا تزال الأرقام تحكي جانباً آخر من تأثير محمد صلاح داخل الملعب، فرغم غيابه عن التسجيل في الجولات الأخيرة، إلا أن حضوره الهجومي لم يتراجع، واستمر في صناعة الخطورة وتقديم الإضافة لفريقه بطرق مختلفة تتجاوز الأهداف.

النجم المصري أحرز 28 هدفاً هذا الموسم في البريميرليغ، متقدماً بفارق 5 أهداف عن أقرب منافسيه، السويدي ألكسندر إيزاك مهاجم نيوكاسل يونايتد (23 هدفاً)، لكن اللافت أن هذا الرصيد الضخم من الأهداف لم يتعزز سوى مرة واحدة فقط في آخر 7 مباريات، حين زار شباك توتنهام ضمن فوز عريض لليفربول بنتيجة 5 ـ 1، في 27 أبريل الماضي.

ومع ذلك، لا تعكس الأرقام الظاهرة الصورة الكاملة لما يقدمه محمد صلاح داخل الملعب، فعلى مستوى صناعة الخطورة، يُعد صلاح من أنشط لاعبي الدوري خلال الجولات الأربع الأخيرة، حيث سدد 11 كرة من داخل منطقة الجزاء، ليأتي في المركز الثالث بهذه الإحصائية خلف يواني ويسا لاعب برينتفورد الذي سدد 14 مرة، وألكسندر إيزاك مهاجم نيوكاسل بـ 13 تسديدة، ومتساوياً مع بوكايو ساكا نجم أرسنال، في مؤشر واضح على استمرار حضوره الهجومي رغم غياب الأهداف.

وفيما يتعلق بالفرص الخطيرة، فقد كان صلاح في قلب الحدث، بصناعته 3 فرص لزملائه و5 أخرى لنفسه، أي أنه كان سبباً مباشراً في 8 فرص سانحة للتسجيل، هذه الأرقام، رغم غياب الأهداف، تكشف عن لاعب لا يزال يحاول، يضغط، ويصنع الفارق بتحركاته داخل المنطقة، حتى لو لم تُترجم مجهوداته إلى أهداف في الأسابيع الأخيرة، مما يؤكد استمرارية تأثيره الهجومي في المباريات.

لكن رغم هذه الأرقام المتباينة، تبقى الصورة الأكبر في مصلحة صلاح، إذ لم يتبقَ سوى جولتين فقط على نهاية الموسم، وفي ظل الفارق المريح الذي يفصله عن أقرب منافسيه في صدارة ترتيب الهدافين، فإن تتويجه بالحذاء الذهبي بات مسألة وقت لا أكثر، وسيواجه ليفربول فريق برايتون في الجولة المقبلة، في مباراة قد تمنحه فرصة لاستعادة نغمة التهديف، قبل أن يختتم مشواره المحلي بمواجهة كريستال بالاس على ملعب أنفيلد، حيث يُتوقع أن يكون الختام مختلفاً تماماً.. وربما حاسماً في تأكيد صدارته المطلقة لهدافي البريميرليغ.