نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كنز من الفولاذ .. لماذا يبحث العلماء... - تليجراف الخليج اليوم الخميس 15 مايو 2025 08:30 مساءً
في عالم اليوم، لا يُعد امتلاك قطعة من الحديد القديم أمرًا عاديًا، بل قد يكون كنزًا حقيقيًا يساوي ثروة، خاصة إذا كانت مصنوعة قبل عام 1945. هذا النوع من الحديد، المعروف بـ"فولاذ ما قبل الحرب"، أصبح مطلوبًا بشدة من قبل مؤسسات علمية كبرى مثل وكالات الفضاء، المختبرات البحثية، والمراكز الطبية، فما السرّ وراء هذا الفولاذ النادر؟ ولماذا يدفع الباحثون مبالغ طائلة للحصول عليه؟
ما علاقة الحديد بعام 1945؟
في 16 يوليو 1945، أجرت الولايات المتحدة أول تجربة نووية في صحراء نيو مكسيكو ضمن مشروع "مانهاتن" السري. هذه التجربة، المعروفة باسم "اختبار ترينيتي"، أطلقت كميات ضخمة من النظائر المشعة في الغلاف الجوي، مثل البلوتونيوم-239 والسيزيوم-137، ومنذ ذلك التاريخ، تم تنفيذ أكثر من 1000 تجربة نووية في أنحاء متفرقة من العالم، ما تسبب في تلوث الهواء عالميًا بنسب إشعاعية دقيقة.
لأن الحديد الصلب يُصنع بإدخال الهواء إلى الأفران الساخنة خلال عملية "بِسمر"، فإن الهواء الملوث بعد عام 1945 أدى إلى أن يحتوي الحديد الحديث على كميات ضئيلة من الإشعاع. هذه الكمية، رغم كونها غير مؤثرة على صحة الإنسان، إلا أنها تشكل مشكلة خطيرة عند استخدام هذا الحديد في تصنيع أجهزة القياس الحساسة للإشعاع، مثل عدادات "جايجر" أو الأجهزة المستخدمة في المستشفيات والبحوث النووية.
لماذا يُعد فولاذ ما قبل الحرب نادرًا؟
أي قطعة فولاذ صُنعت قبل عام 1945 لم تتلوث بالإشعاع الجوي، ولهذا تُعتبر نقية إشعاعيًا بنسبة شبه كاملة. لذا فهي مثالية لتصنيع المعدات الدقيقة. ومع ندرة هذه النوعية من الحديد، ارتفعت قيمتها السوقية بشكل كبير، لدرجة أن الغواصين بدأوا في التنقيب بشكل غير قانوني عن حطام السفن القديمة الغارقة في المحيطات، بحثًا عن هذا الفولاذ النادر.
في عام 2016، اكتُشف أن غواصين سرقوا كميات ضخمة من الحديد من حطام السفينة الحربية "HMS Exeter"، التي غرقت خلال معركة بحر جاوة عام 1942، وبرغم وجود معادن أغلى كالبرونز والنحاس، لم يأخذوا منها شيئًا، بل استهدفوا فقط الحديد، لأنه من النوع الذي صُنع قبل 1945.
هل من بديل؟
رغم أن هناك تقنيات حديثة قادرة على إنتاج فولاذ خالٍ من الإشعاع داخل المختبرات، إلا أن هذا الخيار مكلف جدًا ويتطلب وقتًا ومجهودًا هائلًا، ولهذا، ما زال الباحثون يفضلون استخدام الحديد الجاهز من حطام السفن القديمة، خاصة تلك الغارقة في أعماق المحيطات، حيث كانت محفوظة من الإشعاع الكوني.
هل سينتهي عصر "الفولاذ النقي"؟
يقول العلماء إن عصر فولاذ ما قبل الحرب يوشك على الانتهاء. فمع انخفاض معدلات الإشعاع في الجو بسبب المعاهدات الدولية للحد من التجارب النووية، لم تعد هناك حاجة ملحّة كما في السابق، وربما تنخفض قيمته في المستقبل. ومع ذلك، فحتى الآن، يُعد امتلاك قطعة من هذا الفولاذ فرصة نادرة وثمينة.
فولاذ ما قبل الحرب، الحديد المصنوع قبل 1945، سبب قيمة الحديد القديم، إشعاع الحديد الصلب، اختبار ترينيتي، التجارب النووية، حطام السفن القديمة، معادن نادرة، عداد جايجر، أجهزة قياس الإشعاع، نظائر مشعة، مشروع مانهاتن، فولاذ HMS Exeter، تلوث الهواء النووي، الفولاذ في المختبرات
0 تعليق