برج المصاعد.. لماذا شيّدت ألمانيا ناطحة سحاب وسط الغابة؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: برج المصاعد.. لماذا شيّدت ألمانيا ناطحة سحاب وسط الغابة؟ - تليجراف الخليج اليوم السبت 17 مايو 2025 12:07 مساءً

في قلب غابة كثيفة جنوب غرب ألمانيا، يرتفع برج لولبي عملاق يبلغ طوله 807 أقدام، ليخطف الأنظار بتصميمه المستقبلي وموقعه غير المألوف، هذا الصرح، المعروف باسم "تي كيه تيستتورم" (TK Testturm)، ليس مبنى سكنياً أو تجارياً كما قد يُعتقد، بل منشأة هندسية متخصصة لاختبار أحدث تقنيات المصاعد في العالم.

يقع البرج بالقرب من مدينة روتفايل التاريخية، ويكاد يضاهي في ارتفاعه ناطحة سحاب "ذا شارد" الشهيرة في لندن (1,016 قدما)، متفوقًا على برج "وان كندا سكوير" في لندن (771 قدما)، ومع ارتفاعه اللافت، يُعد ثالث أطول مبنى في ألمانيا بعد برجي كومرتسبانك وميسيتورم، وكلاهما في فرانكفورت، وفقا لصحيفة Metro.

شُيّد البرج عام 2017 في زمن قياسي لم يتجاوز عشرة أشهر، باستخدام نحو 15 ألف متر مكعب من الخرسانة، و2640 طنا من الفولاذ، و200 وتد صخري لتعزيز القاعدة، وقد جرى تنفيذه على مدار الساعة بثلاث ورديات يومية، ليخرج كمَعلم هندسي استثنائي في منطقة طبيعية خلابة.

البرج يضم 12 بئراً للمصاعد يبلغ طولها الإجمالي قرابة كيلومترين، وتُستخدم لاختبار الجيل الجديد من المصاعد، بما في ذلك نماذج تتحرك أفقياً وعمودياً، وأخرى تعمل بتقنية الرفع المغناطيسي بدلاً من الكابلات التقليدية، في خطوة يُعتقد أنها ستحدث ثورة في عالم ناطحات السحاب.

ورغم أن وجود هذا البرج في منطقة يغلب عليها الطابع الريفي والتاريخي أثار الجدل في البداية، إلا أنه سرعان ما أصبح جزءاً من المجتمع المحلي، حيث أقيمت شراكات تعليمية وهندسية مع المدارس والجامعات، كما تحول إلى وجهة سياحية مميزة.

يمكن للزوار الصعود إلى منصة المشاهدة الواقعة على ارتفاع 76 متراً، للاستمتاع بمنظر بانورامي للغابة السوداء وجبال الألب السويسرية، تفتح المنصة أبوابها خلال عطلات نهاية الأسبوع والعطل الرسمية، بتكلفة دخول تبلغ 9 يورو للبالغين و5 للأطفال.

منذ عام 2018، يستضيف البرج فعالية "تاور رن" السنوية، وهي سباق لتسلق 1390 درجة حتى قمة البرج، ما عدا عام 2020 الذي أُقيم افتراضيا، و2021 الذي أُلغي بسبب جائحة كورونا.

يوفر البرج قاعات مؤتمرات على ارتفاع يزيد على 200 متر، بإطلالات مذهلة عبر نوافذ زجاجية ممتدة من الأرض إلى السقف.

التصميم اللولبي للبرج لم يأتِ من قبيل الجمال المعماري فقط، بل له وظيفة عملية في تقليل تأثيرات الرياح والاهتزازات، ما يجعله تحفة تجمع بين الابتكار الهندسي والجمال الطبيعي في آنٍ واحد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق