مصر تبدأ تنفيذ مشروع تاريخي لتحويل بحيرة ناصر محطة طاقة شمسية عائمة بقدرة 5 جيجا وات

مشروع قومي يضرب 3 عصافير بحجر واحد: تقليل التبخر، توليد الطاقة، وتنمية الثروة السمكية

بدأت مصر رسميًا تنفيذ واحد من أضخم مشاريع الطاقة النظيفة في العالم، وهو إنشاء أكبر محطة طاقة شمسية عائمة عالميًا بقدرة 5000 ميجا وات فوق بحيرة ناصر، المشروع الذي طال انتظاره جاء بتوجيهات مباشرة من الدولة، وجرى توقيع مذكرتي تفاهم بين جهاز "مستقبل مصر للتنمية المستدامة" التابع للقوات المسلحة، وشركة "مصدر" الإماراتية، لتنفيذه على مرحلتين (2 جيجا وات ثم 3 جيجا وات).

بحيرة ناصر: كنز مائي مهدور

بحيرة ناصر، أكبر بحيرة صناعية في العالم، تقع جنوب مصر وتمتد بنسبة 83% داخل الأراضي المصرية، وتعد خزانًا ضخمًا لمياه النيل. لكن رغم ثرائها المائي، تواجه البحيرة مشكلتين رئيسيتين:

1. تزايد أعداد التماسيح: ما أدى إلى هدر نحو 146 ألف طن من أفضل أنواع الأسماك سنويًا، حيث يستهلك كل تمساح حوالي 10-20 كجم من الأسماك يوميًا.

2. معدلات التبخر العالية: بفعل حرارة أسوان، تفقد البحيرة سنويًا ما بين 10 إلى 15 مليار متر مكعب من المياه.

تغطية البحيرة بألواح شمسية الحل الأمثل

المشروع الجديد لا يهدف فقط لتوليد الكهرباء، بل أيضًا لتقليل التبخر بشكل كبير. تصميم الألواح الشمسية قائم على عوامات بلاستيكية تسمح بمرور الضوء جزئيًا لضمان التوازن البيئي، وهي فكرة مطبقة بنجاح في دول مثل الهند.

عوائد متعددة للمشروع

• تقليل التبخر: الحفاظ على مليارات الأمتار المكعبة من المياه.

• زيادة إنتاج الأسماك: بخطة رئاسية تتضمن وقف الصيد 3 أشهر سنويًا وزيادة ضخ الزريعة، لترتفع الحصيلة من 22 ألف طن إلى أكثر من 100 ألف طن.

• استثمار في جلود التماسيح: والتي يصل سعر الجلد الواحد منها إلى 4000 دولار، ما يتيح صناعة مزدهرة للمنتجات الجلدية الفاخرة.

• سياحة بيئية: إمكانية إنشاء حدائق للتماسيح في مناطق مثل الأقصر وأبو سمبل.

خطط موازية في نجع حمادي

تتضمن مذكرة التفاهم الثانية إقامة محطة طاقة شمسية بقدرة 2.8 جيجا وات في منطقة نجع حمادي، بما يعزز مسار التحول المصري نحو الطاقة المتجددة، ويدعم أهداف التنمية المستدامة.

الرئيس السيسي يوجه بسرعة التنفيذ

في زيارة حديثة لأسوان، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتسريع جهود تنمية البحيرة، وتنظيم عمليات الصيد، وإنشاء مصنع أسماك بطاقة إنتاجية تبلغ 15 ألف طن سنويًا، إلى جانب البدء الفوري في تنفيذ مزرعة للتماسيح للاستفادة الاقتصادية من جلودها.

بحيرة ناصر نحو عصر ذهبي جديد

بتنفيذ هذا المشروع العملاق، تفتح مصر الباب أمام تحقيق طفرة اقتصادية حقيقية من بحيرة ناصر، حيث تتكامل التنمية البيئية والاقتصادية، وتُسترد موارد كانت مهدرة لعقود طويلة.

بحيرة ناصر، محطة طاقة شمسية عائمة، الطاقة الشمسية في مصر، مشروع مصدر، التماسيح في بحيرة ناصر، التبخر في أسوان، الثروة السمكية في مصر، مشروع الطاقة المتجددة، مزارع التماسيح، التنمية المستدامة، بحيرات مصر، الطاقة النظيفة، إنتاج الأسماك، سد أسوان، جلود التماسيح