أبدت الحكومة اليابانية، يوم الثلاثاء، قلقها الشديد من التصعيد العسكري المتواصل الذي تقوم به إسرائيل في قطاع غزة، معتبرة أن هذا التوسيع في الهجمات يفاقم من الكارثة الإنسانية التي يعيشها ملايين الفلسطينيين. جاء ذلك على لسان كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، هياشي يوشيماسا، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة طوكيو، حيث أكد أن بلاده تتابع التطورات في غزة بقلق بالغ.

موقف حاسم ضد تدهور الأوضاع الإنسانية

وشدّد المسؤول الياباني على أن بلاده تعارض بشدة أي تحركات من شأنها أن تؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني داخل القطاع، الذي يواجه ظروفًا كارثية غير مسبوقة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر عام 2023. وأكد أن اليابان تتمسك بموقفها الثابت المؤيد لاحترام القانون الدولي الإنساني، وعدم اتخاذ إجراءات تتعارض مع الحقوق الأساسية للمدنيين.

تمسك ياباني بحل الدولتين

وأشار هياشي إلى أن طوكيو لا تزال تعتبر "حل الدولتين" الإطار الأمثل لتحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشددًا على ضرورة الالتزام بهذا الحل كخيار استراتيجي لا بديل عنه. وأوضح أن أي تحرك أحادي من شأنه أن يقوّض هذا الحل هو أمر مرفوض لدى اليابان ويؤدي إلى زيادة التوتر وتهديد الاستقرار في المنطقة بأكملها.

انضمام ياباني لبيان دولي لدعم غزة

وفي السياق ذاته، أعلن كبير أمناء مجلس الوزراء انضمام اليابان إلى البيان المشترك الذي أصدره عدد من وزراء خارجية الدول الأوروبية، والذي طالب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية بتكثيف نشاطها في قطاع غزة، وتوفير الدعم الفوري للسكان المنكوبين. وأكد أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية في وقف هذا النزيف الإنساني.

غزة تحت الحصار والمجاعة تفتك بالمدنيين

وتعاني غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ مارس الماضي، حيث تواصل قوات الاحتلال إغلاق المعابر في وجه المساعدات الإنسانية، ما تسبب في تفاقم المجاعة بين سكان القطاع الذين يقدر عددهم بنحو 2.4 مليون نسمة. وقد أدى هذا الحصار إلى وفاة أعداد كبيرة من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، نتيجة نقص الغذاء والدواء، وسط صمت دولي مقلق.

أرقام صادمة للضحايا منذ بداية العدوان

ووفقًا لآخر الإحصاءات، فقد ارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر عام 2023 إلى 53,573 شهيدًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 121,688 مصابًا، في حصيلة تعكس حجم الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والسكان المدنيين. ويُعد هذا التصعيد واحدًا من أشد الفصول دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

تبعات إنسانية ومعاناة المدنيين

اليابان، عبر موقفها الحازم، تنضم إلى الأصوات الدولية المطالبة بوقف العدوان على غزة، وتحذر من تبعات إنسانية خطيرة في حال استمرار التصعيد. وبينما يعاني المدنيون في القطاع من الجوع والحصار، تبقى المطالبة بإنهاء الاحتلال وتفعيل حل الدولتين ضرورة إنسانية وسياسية ملحة.