نجاحات ملموسة، ونتائج إيجابية، ومؤشرات مبشرة، تؤكد كل يوم أن مبادرات دبي وخططها المدروسة في قطاع الاقتصاد الإبداعي تسير في طريقها الصحيح، وأنها قادرة على تحويل الكفاءات والمواهب المبدعة في شتى المجالات إلى مشاريع ناجحة، تسهم في إثراء المشهد الثقافي، وتمهّد لنهضة تنموية شاملة.

وقد تصدرت دبي مؤخراً مؤشر عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات الثقافية والإبداعية لعام 2024، وذلك وفقاً لتقرير «إف دي آي ماركتس» الصادر عن فايننشال تايمز. ونجحت الإمارة في استقطاب 971 مشروعاً في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية خلال عام 2024، وارتفع إجمالي تدفقات رؤوس أموال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع إلى 18.86 مليار درهم، ما أسهم في توفير 23,517 فرصة عمل جديدة في القطاع.

مناخ إبداعي

وأكد الفنان الجزائري بوبكر بوخاري لـ«تليجراف الخليج»، أن دبي أثبتت حضورها وتميزها في الاقتصاد الإبداعي خلال العصر الراهن، مشيراً إلى أنها غدت ميداناً رائداً يستقطب أبرز المبتكرين والمؤسسات الإبداعية في العالم.

وأوضح أن من أهم ما تميزت به دبي في هذا المجال وأهَّلها لتكون مركزاً عالمياً يشار إليه بالبنان، التسهيلات الإدارية والمعاملات المالية التي تتسم دائماً بالسرعة والدقة وتناسب احتياجات الجميع، منوهاً بالمناخ الإبداعي الذي توفره دبي للمبدعين في شتى التوجهات.

وقال بوخاري: «أنا شخصياً بصفتي فناناً، أحب قضاء وقتي في التركيز على ممارساتي الإبداعية بعيداً عن الضغوط أو التشتيت»، مؤكداً أن تنوع الأنشطة الثقافية في دبي يصنع روابط وطيدة بين المبدعين، ويربطهم بالجمهور المميز الفريد والمتعطش إلى الثقافة، الأمر الذي يساعد على انتشار المنتج الثقافي ورواجه.

ولفت إلى أهمية المسابقات والفعاليات الفنية المفتوحة التي تحتضنها دبي وتشكّل فرصاً لتلاقي المبدعين والإسهام بمشاركاتهم، وضرورة الحرص على تقديم ورش وتدريبات في مجالات فنية مختلفة لكل أفراد المجتمع، مبيناً قيمة تقديم الأنشطة الثقافية والفنون الإبداعية في شكل برامج للدراسة.

سياسات داعمة

من جانبها، أكدت الفنانة العراقية روان محيي، أن دبي تتمتع ببنية تحتية متطورة وبيئة متعددة الثقافات تشجع على التفاعل الفني والتبادل المعرفي، مشيرة إلى أن وجود مؤسسات ومبادرات فنية مثل «السركال أفنيو»، وهيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، و«آرت دبي»، أسهم في تحويل المدينة إلى منصة عالمية تستقطب الفنانين والمبدعين من مختلف الدول.

وقالت روان: «لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي تؤديه السياسات الحكومية الداعمة والتشريعات المرنة في هذا النجاح، ومن خلال تجربتي الشخصية، بصفتي ممارسة في المجال الفني، أرى أن دبي بدأت بالفعل خلق مساحات حقيقية للفنانين والمبدعين ليطوروا مشاريعهم ويجدوا الدعم المناسب لها».

وأضافت: «الاستراتيجية التي أُطلقت في السنوات الأخيرة، خاصة رؤية دبي للاقتصاد الإبداعي، أعطت دفعة مهمة لهذا القطاع، وبدأنا نلمس أثرها في تنوع الفرص وظهور منصات جديدة تدعم المواهب المحلية والناشئة»، لافتة إلى أنه لا يزال هناك الكثير لتحقيقه، لكن الاتجاه الحالي يعكس نية حقيقية في بناء بيئة حاضنة للإبداع.

ودعت إلى ضرورة التركيز على دعم التعليم الإبداعي منذ المراحل المبكرة، وتوسيع نطاق المِنح والإقامات الفنية للفنانين الشباب، مؤكدة أهمية زيادة عدد المساحات المخصصة للعروض المستقلة، وتقديم تسهيلات مادية وتنظيمية للمشاريع الصغيرة في المجال الثقافي، إضافة إلى تشجيع التعاون الدولي وتبادل الخبرات مع مؤسسات إبداعية من مختلف أنحاء العالم.

لطيفة بنت محمد: برؤية محمد بن راشد.. دبي مركز عالمي للاقتصاد الإبداعي

دبي قوة رافعة لفنون العالم والاقتصاد الإبداعي

«اقتصاد دبي الإبداعي».. مسارات تمكين عامرة بالثمار

اقتصاد دبي الإبداعي.. آفاق واعدة يرسم ملامحها الذكاء الاصطناعي

دبي منصة تجمع نخبة المبتكرين وصنّاع المحتوى في العالم