نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: دمشق كما لم تُروَ من قبل .. المدينة التي تنهض من بين الرماد وتبحث عن الحياة - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 06:53 صباحاً
دمشق في قلب العاصفة: مدينة مشطورة بين الأمس واليوم .. رغم مرور أكثر من عقد على اندلاع الأزمة السورية، لا تزال دمشق العاصمة صامدة، متعبة، لكنها تقاوم الانهيار. المدينة التي كانت يومًا مركز الحضارة والتاريخ، أصبحت اليوم تحاول النجاة بصمت من تداعيات الحرب والانهيار الاقتصادي. بين أبنيتها العتيقة وشوارعها المتعبة، يعيش السوريون تفاصيل يومية قاسية تحكي قصة مدينة تتنفس بصعوبة.
معيشة صعبة ووجوه منهكة
عند تجوالك في شوارع دمشق، لا بد أن تلاحظ الوجوه المتعبة، والتجار الذين يجلسون على أبواب محالهم الخاوية بانتظار زبون قد لا يأتي. الحياة المعيشية هنا خانقة؛ الأسعار نار، والرواتب لا تكفي لأيام. يبيع البعض أثاث بيوتهم، وآخرون يغامرون بحياتهم عبر طرق التهريب أملاً في الوصول إلى بلد يحترم آدميتهم. في المقابل، هناك من لا يملك حتى رفاهية الحلم بالهجرة، فيقبع في بيته مترقبًا فرصة عمل عابرة أو معونة شهرية تقيه الجوع.
طفولة تُسرق وكرامة تُهان
الطفولة في دمشق لم تعد بريئة. ترى الأطفال يفترشون الأرصفة لبيع العلكة أو المسح على أحذية المارة. التعليم أصبح ترفًا لا يقدر عليه كثير من الأهالي. بعض المدارس تحولت إلى مراكز إيواء، وأخرى تعاني من نقص حاد في الكوادر والمستلزمات. أطفال دمشق لا يذهبون إلى المدارس بل إلى العمل، في مشهد يحكي حجم الانهيار الأخلاقي والإنساني.
الخدمات في تراجع مستمر
دمشق التي كانت مضربًا للمثل في التنظيم والنظافة، باتت اليوم مدينة تعاني من تدهور خدماتها. الكهرباء لا تأتي إلا لساعات معدودة، والمياه تقطع لفترات طويلة. أما وسائل النقل، فتحولت إلى عبء يومي إضافي على السكان، حيث طوابير الانتظار لا تنتهي، والتكاليف تتجاوز قدرة الغالبية العظمى.
الهوية المفقودة والانتماء المشطور
لم تعد دمشق قادرة على احتضان جميع أبنائها. كثير منهم غادروها قسرًا أو طوعًا، الجيل الجديد لا يعرف من دمشق سوى الانطفاء والعتمة. أما الجيل الأكبر، فلا يفتأ يتغنى بالماضي الجميل حين كانت المدينة تضج بالحياة والموسيقى والمقاهي والمكتبات. اليوم، بات الانتماء إلى دمشق مشطورًا بين من بقي مضطرًا ومن رحل مكسورًا.
الفساد والاستغلال في كل زاوية
الفساد بات السمة الأبرز في مفاصل الدولة. لا خدمة تُقدّم دون رشوة، ولا معاملة تُنجز دون واسطة، القوانين تُطبّق على الفقراء فقط، فيما ينجو أصحاب النفوذ والمال من كل مساءلة. الاستغلال بلغ مستويات غير مسبوقة؛ من تقاضي "خوة" على الخبز، إلى احتكار الأدوية والمحروقات، وحتى تجارة البشر تحت مسميات عقود العمل والهجرة الشرعية.
أمل ضائع ومجتمع في حالة احتضار
الحديث عن الأمل في دمشق اليوم يبدو رفاهية. الأغلبية تفكر في كيفية تأمين لقمة اليوم، أما المستقبل فمجهول. المجتمع السوري في العاصمة بات هشًا؛ العلاقات الاجتماعية تراجعت، والثقة تلاشت، والأمان غائب. كل فرد يعيش في عزلة ذاتية، يخشى من الآخرين كما يخشى من الغد.
مَن يُنقذ دمشق؟
السؤال الذي يردده كل من تبقى: من ينقذ دمشق؟ الإجابة ليست سهلة، لكن ما هو واضح أن المدينة بحاجة إلى معجزة، إلى من يُعيد إليها الحياة، إلى من يعيد بناءها ليس فقط عمرانيًا، بل إنسانيًا وأخلاقيًا، لا يكفي أن تُعاد الأبنية إلى ما كانت عليه، بل لا بد من ترميم الروح، واستعادة الهوية، وإحياء الأمل.
دمشق، سوريا، الأزمة السورية، الحياة في دمشق، الوضع الاقتصادي، الهجرة من سوريا، الأطفال في دمشق، تدهور الخدمات، الفساد في سوريا، من ينقذ دمشق، أخبار سوريا، أوضاع دمشق، انهيار الاقتصاد السوري، دمشق اليوم، الحياة اليومية في سوريا، أزمة التعليم، انقطاع الكهرباء، طوابير دمشق، معاناة السوريين، سوريا بعد الحرب
0 تعليق