في تطور استراتيجي غير مسبوق، كشف معهد “أوريزون” المتخصص في الدراسات الجيوسياسية عن اقتراب ميلاد شراكة ثلاثية كبرى بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية ودولة الإمارات العربية المتحدة، من شأنها إعادة رسم خريطة النفوذ في منطقة الساحل والصحراء، وتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في واحدة من أكثر المناطق هشاشة في العالم.

وحسب التقرير الذي نقلته صحيفة "أنباء إنفو" الموريتانية، فإن مباحثات سرية متواصلة منذ أشهر بين الدول الثلاث، تقترب من وضع اللمسات الأخيرة على مشروع استراتيجي طموح، يرتكز على تكامل المصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية، بما يشكل نموذجاً جديداً لتعاون جنوب-جنوب مبني على الفعالية والرؤية البعيدة.

ويؤكد التقرير أن أواخر سنة 2025 ستكون نقطة التحول الكبرى التي ستظهر خلالها ملامح هذا التكتل الثلاثي الجديد، الذي لا يقتصر على المصالح الاقتصادية فحسب، بل يمتد ليشكل روافع جديدة في مجال التأثير الإقليمي، وإعادة توزيع موازين القوى في منطقة الغرب الإفريقي.

المغرب بخبرته اللوجستية وموقعه كبوابة نحو أوروبا والعالم، وموريتانيا بموقعها الاستراتيجي كممر بين شمال وغرب القارة، والإمارات بقدراتها المالية والتكنولوجية… ثلاث دول بثلاث ميزات تشكل عموداً فقرياً لتحالف قادر على خلق معجزة تنموية في منطقة عطشى للاستقرار والفرص.

ومن المرتقب أن تستفيد دول الساحل كمالي وبوركينا فاسو والنيجر، من هذه الدينامية الجديدة، خاصة في ظل الرؤية الملكية المغربية التي تمنح هذه الدول منفذاً استراتيجياً نحو المحيط الأطلسي، مما يفتح آفاقاً تنموية غير مسبوقة أمامها، ويحررها من العزلة الجغرافية والاقتصادية التي ظلت تكبل طموحاتها لسنوات.