شهدت الحلقة الجديدة من برنامج "نقطة إلى السطر"، الذي بثته القناة الأولى مساء اليوم الثلاثاء، تصريحات نارية أدلى بها إدريس الأزمي الإدريسي، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، هاجم فيها بشدة قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، متهما إياها بممارسة "البيع والشراء السياسي" على حساب نزاهة العمل البرلماني.

الأزمي لم يُخفِ استياءه من مواقف الحزب الذي يقود المعارضة البرلمانية من الناحية الشكلية، لكنه، حسب قوله، "لا يملك قراره المستقل"، بل "يُنفذ تعليمات تملى عليه من جهات داخل الأغلبية الحكومية"، في إشارة واضحة إلى وجود تنسيق خفي يتناقض مع ما يُعلن عنه أمام الرأي العام.

وتركزت انتقادات الأزمي على مقترح تقديم ملتمس رقابة ضد الحكومة، والذي اعتبره "ورقة يتم التلويح بها للضغط والتفاوض من أجل تحقيق أهداف غير بريئة"، ملمحًا إلى أن الاتحاد الاشتراكي يستخدم أدوات المعارضة لتحقيق مصالح ضيقة في إطار ما وصفه بـ"المناورات المكشوفة".

كما لم يفوّت نائب الأمين العام لحزب "المصباح" الفرصة دون التذكير بما سماه "محاولة مماثلة خلال التعديل الحكومي السابق"، حيث لجأ الاتحاد الاشتراكي إلى الأسلوب نفسه للعب أدوار تتجاوز موقعه الطبيعي داخل المعارضة، مما يكشف حسب الأزمي، عن "ازدواجية مقلقة في الخطاب والممارسة".

الأكيد أن تصريحات الأزمي لن تمر مرور الكرام، وقد تكون مقدمة لتوتر أكبر بين مكونات المعارضة نفسها، في وقت تُواجه فيه الحكومة تحديات اقتصادية واجتماعية حارقة تستدعي خطابًا موحدًا ومسؤولًا.