أثارت إسرائيل غضب دول العالم، بعدما أطلق جيشها النار على وفد دبلوماسي دولي، كان يزور مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، ما نتج عنه موجة إدانات وتحركات دبلوماسية، بما في ذلك استدعاء سفراء.

وكان الوفد، الذي ضم نحو 25 دبلوماسياً من دول أوروبية وعربية، يقوم بجولة ميدانية داخل مخيم جنين، للاطلاع على أوضاع المخيم، الذي بات خالياً بفعل الهجوم الإسرائيلي المكثف والمتواصل عليه من الجو والبر.

وأثناء اقتراب الوفد من المدخل الشرقي للمخيم، فتح الجيش الإسرائيلي النار، ما اضطر الدبلوماسيين للبحث عن ملاذ آمن، وسط حالة من الفوضى.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل إعلام ومنصات تواصل اجتماعي، لحظات هلع عاشها أعضاء الوفد، وشوهد جنود الاحتلال يطلقون النار من نقطة مراقبة، من دون إنذار مسبق.

ولاحقاً، أقر الجيش الإسرائيلي بأن جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية، متذرعاً بأن الوفد الدبلوماسي «انحرف» عن المسار المتفق عليه للجولة في شمالي الضفة، مضيفاً أنه «يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة».

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن باريس ستستدعي السفير الإسرائيلي، عقب إطلاق نار «غير مقبول» من جانب الجيش الإسرائيلي. وكتب بارو على «إكس»: «زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين. هذا أمر غير مقبول».

وأعلنت الخارجية الإيطالية، استدعاء السفير الإسرائيلي في روما. وأفاد وزير الخارجية الإيطالي، أنتونيو تاياني، بأنه أصدر تعليماته «باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما، للحصول على توضيحات رسمية، بشأن ما حدث في جنين».

وندّدت الخارجية الإسبانية بشدّة بالحادث. وجاء في بيان مقتضب، أن «الوزارة تحقّق في كلّ ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين، وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنيّة بالمسألة، لتقديم ردّ مشترك على ما حصل، وهو أمر نندّد به بشدّة».

وقال وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفو: «شعرت بالصدمة لدى علمي أن الجيش الإسرائيلي فتح النار على نحو 20 دبلوماسياً، منهم زميل بلجيكي». وطالب إسرائيل بـ «توضيحات مقنعة».

بلا مبرر

واستنكرت الخارجية الألمانية إطلاق الجيش الإسرائيلي النار «بلا مبرر»، على الوفد الدبلوماسي. وقالت في بيان، إن الوفد ضم دبلوماسياً ألمانياً، وسائقاً من مكتب التمثيل في رام الله. وجاء في تليجراف الخليج «يجب على الحكومة الإسرائيلية توضيح ملابسات الحادث فوراً، واحترام حرمة الدبلوماسيين».

واستنكرت وزارة الخارجية التركية «بأشد العبارات»، إطلاق النار على الدبلوماسيين، من بينهم أتراك، مضيفة أن أنقرة تدعو إلى تحقيق فوري، ومحاسبة المسؤولين.

كما دانت القاهرة الحادث، علماً بأن السفير المصري كان ضمن الوفد المستهدف. وقالت الخارجية المصرية في بيان «تشدد جمهورية مصر العربية على رفضها المطلق لتلك الواقعة، التي تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، وتطالب الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة».

ودان الاتحاد الأوروبي الحادث بأشد العبارات، على لسان المفوضة العليا للشؤون الخارجية، كايا كالاس، التي اعتبرته «اعتداءً على المجتمع الدبلوماسي بأسره». ودعت كالاس إسرائيل إلى التحقيق في الحادث.

وشددت كالاس على أن إسرائيل ملزمة «بضمان أمن جميع الدبلوماسيين الأجانب»، بموجب اتفاقية دولية.