نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: العطش يهدد أرض سوريا.. الجفاف يفتك بالزراعة ويعمق... - تليجراف الخليج اليوم الخميس 22 مايو 2025 11:37 صباحاً
تشهد سوريا في الوقت الراهن أزمة جفاف غير مسبوقة، وصفت بأنها الأشد في تاريخ البلاد الحديث، حيث تحولت الحقول الزراعية إلى أراضٍ قاحلة متشققة، بعد أن تراجعت كميات الأمطار بشكل كبير. وتأتي هذه الأزمة في وقت تحاول فيه البلاد التعافي من سنوات طويلة من الحرب التي دمرت البنية التحتية، وأضعفت الاقتصاد الوطني، وفاقمت عزلة سوريا الدولية والإقليمية، مما أدى إلى صعوبات حادة في تأمين المياه والموارد الزراعية.
انخفاض كارثي في نبع عين الفيجة يُفقد دمشق مصدرها الحيوي
من أخطر مؤشرات الجفاف، الانخفاض التاريخي في تدفقات نبع عين الفيجة، الذي يُعد الشريان المائي الرئيسي للعاصمة دمشق. ووفقًا للبيانات الرسمية، فإن تدفق المياه من النبع انخفض إلى أقل من 2 متر مكعب في الثانية، مقارنة بـ15 مترًا مكعبًا كان يضخها سابقًا. هذا التراجع الحاد يشير إلى أزمة مائية خانقة تؤثر على ملايين المواطنين في المدينة وضواحيها، ما يزيد من التحديات أمام الحكومة في إدارة الموارد المتبقية.
القمح في مهب الجفاف: خسائر فادحة في المحاصيل
القطاع الزراعي، الذي يعتبر ركيزة الأمن الغذائي في سوريا، يتعرض اليوم لضربات قاسية بفعل موجة الجفاف الحالية. في مناطق الريف السوري، خصوصًا في شمال حلب، أعرب المزارعون عن إحباطهم الشديد بعد فشل مواسم زراعية كاملة، خاصة محصول القمح. وقدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة عجزًا متوقعًا في إنتاج القمح يصل إلى 2.7 مليون طن هذا العام، وهو ما يعادل الكمية التي يمكن أن تغطي احتياجات أكثر من 16 مليون شخص سنويًا.
الواقع القاسي للفلاحين: عمل بلا حصاد
يعيش المزارعون في سوريا تحت وطأة الضغوط المناخية والاقتصادية معًا، حيث يشكون من فشل الأراضي في إنتاج أي محاصيل هذا الموسم، رغم الجهود المضنية التي بذلوها خلال شهور الزراعة. ومع انعدام المياه وتراجع الدعم الحكومي، لم يعد الكثير من الفلاحين قادرين على مواصلة أعمالهم الزراعية، ما يهدد بفقدان آلاف الأسر لمصدر دخلها الوحيد.
مستقبل مجهول ينتظر السوريين وسط غياب الأمطار والدعم الدولي
في ظل استمرار الحصار الاقتصادي المفروض على سوريا، ومع بطء تدفق المساعدات الإنسانية، يبدو أن الأمن الغذائي للسوريين سيبقى رهينة للعوامل المناخية والدعم الدولي. وبينما تأمل دمشق في تخفيف العقوبات وزيادة المساعدات، يبقى السؤال: كيف يمكن مواجهة كارثة بيئية بهذا الحجم دون استجابة دولية عاجلة؟
الجفاف الذي يضرب سوريا اليوم ليس مجرد أزمة مناخية عابرة، بل هو تهديد حقيقي لاستقرار البلاد ومعيشة مواطنيها. ومع استمرار غياب الأمطار وتراجع الدعم الدولي، فإن الزراعة السورية تقف على حافة الانهيار، ما يستدعي تحركًا سريعًا لإنقاذ ما تبقى من الأمن الغذائي الوطني.
0 تعليق