نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: معالم دبي العمرانية.. عناق الماضي والحاضر بهندسة مستدامة - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 23 مايو 2025 02:20 صباحاً
لوحة فنية ساحرة، تتكامل فيها عناصر الأصالة والتجديد، وتتجسَّد من خلالها مفاهيم الاستدامة وحماية البيئة، ترسمها دبي بمشهد معالمها العمرانية الشامخة، وتزدهي بملامح سماتها الإبداعية الفريدة، لتنطق بلسان التاريخ عبر مفردات الجمال العتيقة، وتتغنى بزخارفها المميزة المتداخلة مع خطوطها الهندسية المحكمة.

وقال المهندس رشاد بوخش، رئيس جمعية التراث العمراني، ونائب رئيس المنظمة العربية للمتاحف، لـ«تليجراف الخليج» إن العمارة التقليدية في دبي تعد جزءاً من العمارة الخليجية المتميزة من الناحية التخطيطية بتقارب البيوت، مشيراً إلى أن ذلك يرجع إلى الرغبة في الاستفادة القصوى من مساحة الأرض، والعمل على إيجاد الظل وسرعة الرياح بفعل الطرق الضيقة (السكيك).
مناسبة للبيئة
وأكد بوخش أن المباني القديمة في دبي تميزت بالاستدامة وكونها مصممة لتناسب وتواكب البيئة على مدى قرون من ناحية المواد المستخدمة في البناء، مبيناً أن مباني المنطقة الساحلية كانت من الصخور المرجانية المسامية، التي تحافظ على الحرارة شتاء والبرودة صيفاً والجص، وكذلك مباني المناطق الداخلية كانت من الطين.
أسلوب الفناء الداخلي

ولفت إلى الدور الذي يؤديه أسلوب الفناء الداخلي، المعروف عند الفراعنة والرومان والإغريق والآشوريين والفُرس، المتَّبع في البيوت القديمة بدبي، من حيث التهوية الطبيعية مع عدم وجود الكهرباء والتكييف في الماضي.
موضحاً أن الرياح الباردة كانت تنفذ من أبراج الهواء والمساقط والملاقف إلى داخل الغرف، في حين يخرج الهواء الحار إلى الليوان، ومن ثم الفناء، ليصعد عالياً ويحل محله الهواء البارد.
وأردف رشاد بوخش قائلاً: «اكتسبت العمارة التقليدية في دبي قيمة فنية من الزخارف الهندسية المتميزة المصنوعة من الجص والخشب والزجاج، إلى جانب الزخارف النباتية، التي تتخذ أشكال النباتات والمزهريات وغيرها»، لافتاً إلى أن ثمة تلاؤماً بين العمارة القديمة والحديثة في دبي، ولا سيما المنطقة التاريخية وسط المدينة وفي الشندغة وبر دبي والراس في ديرة.
تناغم معماري
وأضاف: «وضعنا في بلدية دبي منذ عام 2000 قانوناً للمباني المصممة حديثاً، بحيث تكون الواجهات والتصاميم والألوان متناسبة مع العمارة التقليدية، ما يصنع حالة من التناغم بين القديم والجديد».

مؤكداً منع استخدام الواجهات المصنوعة من الزجاج والحديد الصلب والستانلس ستيل في المنطقة التاريخية، والاقتصار على الواجهات التراثية المطورة المعتمدة على إبداع المهندسين المعماريين.
وذكر أن كثيراً من المباني الحديثة في دبي استُلهمت تصاميمها من عناصر التراث الأصيل، كما هو ظاهر في برج خليفة؛ إذ حاكى المهندس المعماري الأمريكي أدريان سميث في تصميم مسقط المبنى شكل زهرة في صحراء دبي، واستفاد في زواياه من الطراز الفاطمي المملوكي لقباب مسجد جميرا، مشيراً إلى ما يحمله برج العرب أيضاً من رمزية الشراع التراثية.
0 تعليق