نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: البيانات.. السماد الجديد الذي يُعيد تشكيل مستقبل الزراعة - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 23 مايو 2025 05:04 مساءً
هل تتخيل أن المستقبل الزراعي يُكتب الآن بلغة البيانات، وأن كل معلومة صغيرة تحمل سرّ ازدهار الغد؟
بين سطور التكنولوجيا، تتناغم الأنهار الرقمية مع خيوط الطبيعة، لتعيد تشكيل ملامح الأرض وتمنحها حياة جديدة.
في قلب هذا التحول، يكشف ستيوارت أودا، خبير الزراعة الحضرية والمؤسس والمدير تنفيذي لشركة "أليسكا لايف"، في حواره مع «تليجراف الخليج» كيف أن البيانات ليست مجرد أرقام، بل هي السماد الذي يُخصّب بذور الأمل، ويزرع غدًا أكثر خضرة واستدامة.
وقال ستيوارت: في عالم يواجه تحديات غير مسبوقة من التغير المناخي، والنقص في الموارد، وزيادة الطلب على الغذاء، تتجه الأنظار الآن نحو تقنية البيانات والذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي للتحول في القطاع الزراعي، ويُعيد صياغة استراتيجيات الإنتاج، ويُعزز الاستدامة.
وحول أهمية التقنيات الرقميه في قطاع الزراعه المستدامة يقول ستيوارت: «
التكنولوجيا توفر أدوات لم نكن نحلم بها من قبل، وتمنح المزارعين القدرة على تحسين الإنتاج بشكل غير مسبوق وباتت البيانات كسماد حيوي للزراعة الحديثة.
إنترنت الأشياء
ويوضح خبير الزراعة الحضرية والمؤسس والمدير تنفيذي لشركة "أليسكا لايف" أن المزارعين منذ آلاف السنين اعتمدوا على خبراتهم ومهاراتهم لتحسين جودة المحاصيل، إلا أن التحديات الحالية تتطلب أدوات وتقنيات حديثة. فاليوم، يمكن لأي مزارع، بغض النظر عن حجم مزرعته، أن يعزز إنتاجيته من خلال استخدام أجهزة الاستشعار عن بُعد وتقنيات إنترنت الأشياء (IoT)، على سبيل المثال، تراقب أجهزة استشعار رطوبة التربة البيانات لحظياً، وتعمل تلقائيًا على تفعيل نظام الري بدقة، بحيث يُزوّد المحاصيل بالمياه التي تحتاجها فقط، مما يسهم في ترشيد استهلاك المياه وتحسين جودة التربة، وبالتالي زيادة الإنتاجية بشكل مستدام.
التعلم الآلي
ويعتقد ستيوارتن هذه التقنيات تجعل المزارع ذكيًا، وتوفر الوقت والمال، وتساعد على تحقيق إنتاجية أعلى بكفاءة أكبر. كما ن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في خدمة الزراعة ولا يقتصر التحول على البيانات فقط، بل يمتد إلى أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي التي أصبحت الآن ضرورية لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة.
وفيما يتعلق بتحديات التغير المناخي، وارتفاع متوسط أعمار المزارعين يؤكد ستيوارت أن هذا التحديات وغيرها تدفعنا نحو الاعتماد على التكنولوجيا لتعويض الفجوة المعرفية وتوفير الأيدي العاملة الضرورية، قائلاً: أنظمة الذكاء الاصطناعي تساعد في تحليل البيانات الضخمة، وتقديم تنبؤات دقيقة عن الأحوال الجوية، مما يمكن المزارعين من اتخاذ قرارات استباقية. كما تساهم في مراقبة المحاصيل والتنبؤ بالمشاكل قبل وقوعها، مما يعزز من كفاءة الاستخدام ويقلل من الفاقد.
إنتاج مستدام
وحول قدره القطاع الزراعي في الدول الناميه خاصة وعالميا في التكيف مع تقنيات الذكاء الاصطناعي يقول ستيوارت: الذكاء الاصطناعي هو الأداة التي ستساعد المزارعين على مواكبة التغيرات وتحقيق إنتاج مستدام. إلى جانب التقنيات الناشئة للتكيف مع التغير المناخي، حيث شهدت السنوات الأخيرة تطوراً سريعاً في مجال التكنولوجيا الحيوية، وأصبح بالإمكان تطوير محاصيل أكثر قدرة على مقاومة الأجواء القاسية والتغيرات المناخية عبر تحليل صور الأقمار الصناعية، وتكنولوجيا التنبؤ بالأحوال الجوية، بهدف تحسين إدارة حقول المزارعين، خاصة في المناطق ذات المخاطر العالية.
ويوضح ستيوارت تُعد المحاصيل المقاومة للجفاف، والملوحة، والآفات، من أبرز نتائج هذا التطور، حيث تتيح للمزارعين في المناطق التي تتعرض لمخاطر مناخية عالية، فرصة التكيف والازدهار رغم التحديات.
روبوتات زراعية
ويشير ستيوارت إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الزراعة تواجه عوائق عدة، أبرزها التكاليف المرتفعة وصعوبة الوصول إلى هذه التقنيات، خاصة للمزارعين الصغار. فمثلاً، قد تتجاوز تكلفة روبوتات إزالة الأعشاب الضارة الذاتية التشغيل 50,000 دولار، وهو مبلغ كبير لا يقدر على تحمله الكثيرون. كما أن عدم توفر الأدوات بلغات محلية يعيق تبنيها على نطاق واسع، ويؤخر استفادة أصحاب المزارع الصغيرة من هذه التقنيات.
ويضيف ستيوارت: من الضروري جداً ابتكار نماذج أعمال واستراتيجيات توزيع تضمن وصول التكنولوجيا للجميع، مع تقديم دعم مالي وتقني للمزارعين، خاصة في المناطق النائية.
وأشار ستيوارت إلىأن قطاع الزراعة المستدامة في حاجه قصوى إلى حلول مبتكرة تتيح لكل المزارعين، بغض النظر عن حجم مزارعهم، الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة."
خارطة الإنتاج
وأكد ستيوارت أنه رغم التحديات، فإن البيانات والذكاء الاصطناعي يشكلان مستقبل الزراعة، ويعملان على إعادة رسم خارطة الإنتاج المستدام، وتقليل الاعتمادية على الموارد، وتحسين جودة المحاصيل، و
تُعد هذه التقنيات بمثابة السماد الطبيعي الذي يُخصّب مستقبل القطاع، ويقوده نحو مرحلة جديدة من الابتكار والاستدامة. من المهم أن تتبنى المؤسسات الحكومية والخاصة هذه الأدوات، وتعمل على تذليل العقبات، لضمان استدامة أمن الغذاء، وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة.
0 تعليق