نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: دمية تركب أمواج الـ«ترند».. ما قصة «لابوبو»؟ - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 23 مايو 2025 09:09 مساءً
دمية بملامح غريبة، لكنها بقيمة تتخطى التوقعات.. ترتفع قيمتها السوقية لا بسبب جودة الصنع أو المواد، بل وفقاً لعنصر واحد: «الترند».
في زمن تحوّل فيه المزاج الجماهيري إلى محرك اقتصادي، لم تعد القيمة تُقاس بما هو ملموس، بل بما هو مطلوب. هكذا ظهرت دمية «لابوبو» – كائن صغير، أقرب للوحوش منه للدمى، لكنها باتت حديث الأسواق ومنصات التواصل، تقفز أسعارها مع كل موجة ترند، وتصطف أمامها الطوابير، وتغلق لأجلها متاجر.
ولم تكن “لابوبو” أكثر من شخصية ابتكرها، فنان هونغ كونغ كاسينغ لونغ بالتعاون مع شركة «بوب مارت»، وتحولت لمنتج مادي يباع ضمن ما يعرف بصناديق المفاجآت – حيث لا يعرف المشتري أي نسخة سيحصل عليها هذه اللعبة النفسية في التسويق، التي تعتمد على الترقّب والمفاجأة، زرعت البذرة الأولى لجنون الدمية.
لم يكن للصورة الغريبة التي تحملها الدمية أن تتحول إلى قيمة نقدية حقيقية لولا عامل واحد: الترند. مع ظهورها في فيديوهات «تيك توك» و«إنستغرام»، وظهورها في يد أحد المشاهير العالميين، بدأت رغبة الاقتناء تتضاعف، ومعها الأسعار. في البداية، كان سعر الدمية الواحدة لا يتجاوز 13 دولاراً. اليوم، بعض الإصدارات النادرة تُعرض للبيع بأكثر من 1000 دولار على منصات إعادة البيع.
في سابقة لافتة، شهد متجر «بوب مارت» في لندن حالة من التجمهر الحاد، حيث اصطفت الطوابير منذ الفجر، واضطر البعض للنوم أمام أبواب المتجر لضمان حصوله على النسخة الجديدة من «لابوبو». الازدحام وصل حد الاشتباك، ما دفع الشركة إلى إعلان تعليق المبيعات في المملكة المتحدة حتى إشعار آخر، وهو قرار لم يكن اقتصادياً بقدر ما كان أمنياً وفقاً لموقع «بزنس انسايدرز».
ووفقاً لبلومبرغ ، ساهمت سلسلة دمى «لابوبو» وحدها في أكثر من 20% من إيرادات شركة «بوب مارت» خلال عام واحد، بإجمالي عائدات تجاوز 400 مليون دولار.
«لابوبو» ليست مجرد دمية، بل نموذج مصغر لاقتصاد أكبر يُبنى اليوم على الشعور، والمستهلك لم يعد يشتري ليقتني، بل يشتري ليُرى، ليواكب، ليلحق بترند قد لا يعود.
0 تعليق